بدون تعليق ! تصوير الشروق كل صنف في حجرة وحديث عن تخرج دفعات من الدجاج المتمدرس المدرسة تحمل اسم الشهيد بورحلة وشغورها لا يبرر تحويلها إلى إسطبل تحوّلت مدرسة ابتدائية ببلدية أولاد تبان الواقعة جنوب ولاية سطيف إلى مستودع لتربية الدجاج، أنشأه أحد الخواص بتواطؤ من الجهات المسؤولة دون إعارة أي اهتمام لقدسية المؤسسة التربوية ولا لأملاك الدولة، وهي القضية التي أخذت أبعادا خطيرة لأننا أمام مؤسسة تربوية غاب عنها التلاميذ وحلّ محلهم الدجاج المتمدرس. * * العملية تعتبر الأغرب من نوعها بولاية سطيف وفي الجزائر قاطبة، فالمكان المخصص لتمدرس التلاميذ غيّر نشاطه منذ مدة وتحوّل إلى مستودع لتربية الدجاج، وعوض أن نتساءل عن عدد التلاميذ الذين تستوعبهم المدرسة ينبغي طرح تساؤل عن عدد الدجاجات "المتمدرسة" وتقدرها مصادرنا بحوالي 2000 دجاجة تخضع"للتربية" داخل مؤسسة تربوية.. هذه الحقيقة تعيشها ابتدائية الشهيد بورحلة بمنطقة مونزو بعين الدالية التابعة لبلدية أولاد تبان، أين قام أحد الخواص وبكل جرأة ودون أن يوقفه أحد بتحويل أقسام المؤسسة إلى "قاراج" لتربية الدجاج الأبيض، كما قام المعني بإحداث تغييرات في البناية من الخارج مع غلق النوافذ، حفاظا على الدجاج الذي يحتاج إلى درجة حرارة معينة. وأما الأقسام من الداخل فظلت كما هي دون تغيير ويتضمن كل قسم عدد من الدجاج، بعبارة أخرى هناك دجاج سنة أولى ابتدائي وهناك دجاج سنة ثانية وغيرها من المستويات. ومن جهة أخرى فقد تم خلع اللافتة التي تحمل اسم الشهيد بورحلة ليتم بذلك تغيير نشاط المؤسسة التي حافظت على وظيفة التربية، لكنها تربية من نوع آخر، وعن النشاط الجديد فقد تم وضع كل التجهيزات الخاصة بتغذية الدواجن، وتلقت الفراخ كل العناية الضرورية بالمدرسة وقد ازداد وزنها وستكون جاهزة للبيع بعد حوالي15 يوما. * ويتزامن هذا الوضع مع ارتفاع سعر اللحوم البيضاء بولاية سطيف وكل ولايات الوطن، حيث بلغ سعرها عند الجزار350 دج للكيلوغرام، ويبدو أن صاحبنا سيبيعها بثمن أغلى مقارنة بأسعار الجملة لأن الأمر يتعلق بدجاج تلقى التربية داخل المدرسة. مع العلم أن الأمر لا يتعلق بالحصة (الكوطة) الأولى من الدجاج بل سبقتها حصص أخرى نشأت بالمدرسة * وتخرجت منها وبيعت في الأسواق، مما يعني أن هناك العديد من المواطنين استهلكوا دجاج متمدرس في الطور الابتدائي. * وإذا كانت هذه المؤسسة التربوية التابعة لبلدية أولاد تبان مدرجة ضمن قائمة المدارس المهجورة بسبب هجر السكان للمنطقة خلال العشرية السوداء، فإنه حسب ما استقيناه من المواطنين فإن أغلبية السكان عادوا إلى ديارهم بعد استتباب الأمن، وهم الآن يطالبون بعودة أبنائهم إلى هذه المدرسة عوض أن يتنقلوا إلى مدرسة أبعد. العملية أثارت استياء بعض المواطنين الذين تفاجأوا بالدجاج المتمدرس مكان أبنائهم، كما حركت ضمير عضو بالمجلس البلدي وعضو آخر بالمجلس الولائي واللذان توجها برسالة إلى رئيس المجلس الشعبي الولائي، يؤكدان فيها على قضية تحوّل مدرسة إلى مستودع لتربية الدواجن بأولاد تبان، وذلك بناء على شكوى تقدم بها بعض المواطنين ويؤكد العضوان المنتخبان أنهما قاما بمعاينة المدرسة الواقعة بمنطقة عين الدالية، أين تم اكتشاف الدجاج (كما توضحه الصورة) بكمية هائلة داخل المدرسة ولذلك فهما يطالبان بضرورة إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على هذا التجاوز الخطير الذي يمس قطاع التربية وينتهك حرمة ممتلكات الدولة. وحسب العضوين فإن هذا الانتهاك تم بتواطؤ رئيس المجلس الشعبي البلدي، مع العلم أن المدارس الابتدائية تخضع كلها للتسيير من طرف البلديات، لكن يبدو أنها ببلدية أولاد تبان خضعت لتسيير من نوع آخر. * للإشارة المراسلة أودعت بالمجلس الولائي بسطيف يوم 10 أوت 2009 تحت رقم 542. * ومن جهة أخرى، تمت المطالبة بفتح تحقيق أمني للوصول إلى المتسببين في هذه الجريمة التي مست أقدس خلية في التكوين التربوي والتي لو حدثت في أي بلد يحترم التعليم لاهتز لها عرش القطاع من أبسط حارس إلى أعلى مسؤول بمن فيهم السيد أبو بكر بن بوزيد الذي بالتأكيد لا يعلم أن وزارته أصبحت وزارة التربية والتعليم .. والدجاج أيضا.