في أغرب قضية عالجتها محكمة الجنايات ببومرداس مساء أمس، مثل خمسة شبان من عائلة واحدة، ليواجهوا تهما تتعلق بالإشادة بالأعمال الإرهابية، وهذا بسبب تداولهم لصور فيديو كليب عبر الهاتف النقال تصور المجزرة البشعة التي راح ضحيتها عناصر الدرك الوطني بواد الكرمة ببومرداس، وفي هذا الصدد طالب ممثل الحق العام بعقوبة 7 سنوات سجنا نافذا في حق المتورطين الخمسة، معتبرا أن التكنولوجيا الحديثة قد تكون نقمة في كثير من الأحيان، خاصة إذا استعملت في غير محلها، وهذا ما حدث في هذه القضية - يقول النائب العام - إذ ساهم هؤلاء الشبان الخمسة بنقل صورة العملية الهمجية التي راح ضحيتها عناصر الدرك الوطني بواد الكرمة. * وقائع هذه القضية تعود إلى ديسمبر 2007، حيث كانت عناصر الشرطة تقوم بدورية وسط بومرداس، وفجأة استدعى انتباههم صاحب كشك لبيع الهواتف النقالة كان يشاهد فيديو لعملية إرهابية بهاتفه النقال، ليعترف بأنه تلقى الصور من عند المدعو (ح.ز) الذي تبين فيما بعد أنه اشتراه من عند قريبه وتم تداول هذه الصور من طرف خمسة أفراد من نفس العائلة. * ولدى مثول المتهمين الخمسة أمام قاضي الجنايات أنكروا نيتهم في الإشادة بالأعمال الإرهابية، معتبرين أن الفيديو محل المتابعة عثر عليه بالهاتف النقال "سوني إريكسون" * الذي اشتراه المدعو (م.ب) من السوق السوداء، ليبيعه للمدعو (ز،ح) بمبلغ 26 ألف دينار، ومن ثم بعث تلك الفيديوهات إلى (أ.س) الذي بعثها إلى (أ. ل)، ليصرحوا جميعهم بأنهم لم يروا مضمون الفيديو، إلا بعد إلقاء القبض على (ف.ز) من قبل عناصر الأمن. * وفي هذا الصدد طالب دفاع المتهمين الخمسة ببراءتهم التامة لانعدام أي دليل ضدهم، معتبرين أن ظاهرة الإرهاب لا تعالج بزج الشباب في السجن لمجرد إطلاعهم على صور فيديو، ليتساءل الدفاع كيف يتابع هؤلاء بالإشادة لمجرد رؤيتهم شريط فيديو، سبق لجميع وسائل الإعلام أن تداولته، وهكذا بعد المداولات قضت محكمة الجنايات بالبراءة في حق الجميع.