أرشيف فيضانات تجرف ملايير التهيئة المحلية إلى الوديان قدرت مصادر رسمية على اطلاع بمخلفات الفيضانات اتي شهدتها غالبية ولايات شرق البلاد، خلال ال 72 ساعة الأخيرة، القيمة المالية الاجمالية للخسائر التي طالت البنية التحتية القديمة والحديثة ومشاريع التنمية المحلية التي عرفتها أحياء المدن بالشرق بأزيد من 50 ألف مليار سنتيم، جرفتها الفيضانات إلى الوديان في أقل من 3 أيام من التهاطل المتواصل بدون انقطاع للأمطار.. * وقالت مصادر تحدثت إليها الشروق، بشأن الكوارث التي ألحقتها الأمطار بولايات سكيكدة، قسنطينة، عنابة، الطارف، ڤالمة، وجيجل بأن هذه الولايات بحاجة إلى ميزانية بأكثر من 100 ألف مليار سنتيم، لترميم وترقيع مخلفات وتداعيات الأمطار الأخيرة التي كشفت فضائح غاية في الخطورة عن الغش في إنجاز العشرات من المشاريع ذات الطابع التنموي الحضري، وتلك التي لها علاقة مباشرة بتبليط الأرصفة وترقيع الطرقات، وتجديد شبكتي الماء الشروب والمياه القذرة وتصريف مياه الأمطار، وهوّنت مصادرنا من قوة الفيضانات الأخيرة، بقدر ماربطت الكوارث المسجلة والسياسة العرجاء التي يسير بها الولاة شؤون الولايات المذكورة، وإضافة (الأمطار المتساقطة بالشرق لاتعدو أن تكون مسحة من الجمال على المدن بالدول الأوروبية)، إلا أنها في بلادنا جرفت طرقات وأرصفة ودمرت توصيلات المياه وشبكات الغاز، كما خربت البالوعات وهدمت الجسور، وشردت عائلات بأكملها، كما حولت أحياء سكينة بكل من القالة والطارف، والبوني سيدي عمار وسكيكدة والحامة بوزيان وعين سمارة بقسنطينة إلى نقاط معزولة عن العالم نهائيا، واكتسحت الأوحال العفنة وتصريفات المياه القذرة للبالوعات المخربة، العمارات والمنازل، وذلك كله ليست لقوة الأمطار، بل لهشاشة التعامل مع هكذا أوضاع من قبل ولاة أمورنا. * وكشفت الأمطار أن 80٪ من المشاريع التي عرفتها عنابة ربيع العام الجاري، ومست كامل الطرقات تقريبا بتكلفة بلغت ال 2000 مليار سنتيم مغشوشة، إذ استيقظ سكان لاكون، بوزراد والصفصاف من (حلم) قضاء شتاء 2010 بهناء وعافية، بعد الملايير التي صرفت لإنهاء مهزلة فيضانات الأحياء مع مجيء شتاء كل عام، وبسكيكدة (تبخر) حلم أبناء مدينة تمالوس والقل في التخلص من عقدة ظاهرة "لبس البوط"، بعد أن جرفت زخات المطر الترقيعات والبريكولاج اللذان شملا الأحياء صيف العام الحالي، تماما كما يحصل بقسنطينة التي استفادت خلال السنوات الأخيرة من أكبر غلاف مالي خاص بالتنمية المحلية، منها 700 مليار بمناسبة زيارة ساركوزي للولاية، وأخرى بمناسبة الزيارات المتتالية لرئيس الجمهورية، إلا أن ذلك لم يغيّر صورة قسنطينة في شيء يذكر، وبمدينة ڤالمة فعلت الأمطار بالتواطؤ مع مسؤوليها فعلتها الشنيعة، إذ لم تبق ولم تذر.