تشهد ولاية بشار قفزة نوعية في مجال التنمية المحلية والتي مست معظم القطاعات الحيوية وهذا بشهادة العام والخاص، الأمر الذي جعل المنطقة تعرف تحسنا مستمرا وهذا منذ تنصيب السيد: مشري عز الدين واليا للولاية سنة 2006. وبتسلمه لمهامه، باشر على الفور في تجسيد العمل الميداني بعيدا عن الديماغوجية والتهميش بالتعاون مع السلطات المحلية المنتخبة منها والإدارية ومنها على الخصوص لجنة الصفقات العمومية وعلى رأسها السيد الأمين العام بالولاية. هذه الأخيرة كانت بادرة خير على الولاية جراء ما منحته من مشاريع جد مهمة واستراتيجية للمنطقة والتي تجاوزت650 مشروع مجسد في مدة لا تتعدى الثلاث سنوات. ولقد صنفت "الأمة العربية" هذا الروبرتاج حسب القطاعات الاستراتيجية: أولا: الطرق والهياكل القاعدية هذا القطاع تحصّل على حصة الأسد في هذه المدة القصيرة بداية 2006، حيث رصد له مبلغ إجمالي قدر ب 12 مليار و559 مليون دينار جزائري، أنفقت على الخصوص في تحديث وتجديد وصيانة الطرق الوطنية رقم 06 و 50 وكذا الطرق الولائية والبلدية وإحداث طرق أخرى ضرورية، وكذلك تصليح الخسائر الكبيرة والناجمة عن الكوارث الطبيعية وسوء الأحوال الجوية التي مست شبكة الطرق الولائية والبلدية والمتضررة كذلك من الفيضانات الأخيرة والأودية، بالإضافة إلى عملية تأهيل مطار بني عباس ومدرجها والتي تبعد عن مقر الولاية بحوالي 250 كلم، شأنها في ذلك مشروع تدعيم الأرضية الثانوية لمطار بشار وكذا توسيع قاعته الشرفية وفي الأخير تم إنجاز جسور لكل من بلدية أولاد خضير وتيمودي وتمترت وهناك العديد من المشاريع في طور الإنجاز أو في طور الدراسة النفعية حسب البرامج المختلفة ومنها العادي والتكميلي وكذا صندوق الجنوب بالإضافة إلى الصندوق الخاص بتنمية مناطق الجنوب والتي أعطت نفسا كبيرا لهذه المشاريع المذكورة سابقا والتي ستذكر لاحقا. ثانيا: التربية والتعليم العالي جاء هذا القطاع في المرتبة الثالثة من حيث المشاريع الكبرى والغلاف المالي المخصص له والمقدر بحوالي 5 ملايير و537 مليون دينار جزائري أنفقت على الخصوص في إنجاز 06 ثانويات و11 إكمالية و67 قسما ابتدائيا على مستوى الولاية بالإضافة إلى إنشاء داخليتين و05 نصف داخلية و 14 مطعما مدرسيا ومرقدا واحدا وإحداث ساحات للعب في 70 مدرسة وإنجاز 18 ملعبا رياضيا ومساكن. من جهته، تحصل التعليم العالي على إقامة جامعية جديدة بسعة 1500 سرير بالإضافة إلى 2000 مقعد بيداغوجي ومقر إدارة جديد لجامعة بشار مع تجهيز وإعادة تجهيز كل المؤسسات التربوية. ثالثا: الري والفلاحة هو قطاع لا يقل أهمية عن سابقيه وأخذ المرتبة الثانية من حيث المشاريع كذلك وقد رصد له غلاف مالي قدره 06 ملايير و793 مليون دينار غطت على الخصوص: - تجديد وتمديد شبكة المياه الصالحة للشرب عبر كل بلديات الولاية وكذا تجديد شبكة صرف المياه القذرة عبر كل البلديات أيضا، كما تم إنجاز حواجز مائية في كل من "إڤلي"، "كرزاز"، "بني عباس"، "لحمر"، "القنادسة" كما تم كذلك حماية كل من بلدية بني ونيف - كرزاز - لحمر من خطر الفيضانات إلى جانب صيانة وحماية منشآت الري. من ناحية أخرى، عرف سد جرف التربة إعادة تأهيل أجهزة المحطة المعالجة للمياه مع تزويده بمولدات كهربائية لضمان عدم توقف المحطة في حال انقطاع التيار الكهربائي. أما واد بشار فقد أخذ حيزا كبيرا من اهتمام السلطات المحلية عندما تحصّل على مشروع حمايته من الانجراف -المشروع الاستعجالي للمياه القذرة داخله- كما حصل على مشروع للتهيئة الشاملة. من ناحية أخرى تحصّلت مدينة "العبادلة" على مشروع إصلاح الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية وسوء الأحوال الجوية في محيطها بالإضافة إلى محطة للتنقية. ومن جهتها تحصلت مدينة "بني عباس" على محطة لتصفية المياه القذرة ومدينة "بني ونيف" تحصلت على محطة إعادة التصفية للمياه القذرة. كما نشير إلى أن بلدية بشار قد تم إيصالها بالماء الصالح للشرب من آبار موغل وعلى مسافة 50 كلم وذلك تحت غلاف مالي قدره 87 مليون دينار مع إيصاله بأربعة (04) ثكنات عسكرية كانت ولوقت غير بعيد تجلب الماء بواسطة الصهاريج. من جهة أخرى، تحصّلت عاصمة الولاية على خزانين بسعة 3000م3 لكل واحد منهما، كما تم تجهيز 20 بئر للماء الشروب عبر بعض بلديات الولاية. رابعا: السكن والتهيئة العمرانية إنه من أهم القطاعات التي أحدثت تغييرا لدى البلاد والعباد، عندما أدخلت الفرحة لدى المقاولين والتعاونيات الحرفية والتي كانت مهمّشة في السابق، وها هي اليوم تلتحق بركب عجلة التنمية المحلية وتودع البطالة. كما أن البرامج الكثيرة والمتعددة في مجال السكن خفّفت من حدة الطلبات عليه وجعلته في متناول المواطن الذي يستحقه. ولقد خصص لهذا القطاع غلاف مالي ضخم جدا تجاوز مبلغ 12 مليار دينار لتغطية نفقات المشاريع الهامة وذلك عبر كل جهات الولاية ومنها على الخصوص 1326 مسكن ترقوي و84 مسكنا وظيفيا لعدة مصالح عمومية ومنها 50 وحدة لصالح التعليم العالي. كما كان للتهيئة العمرانية قسط كبير من هذا الغلاف ومست على الخصوص تعبيد الطرق وتجديد الشبكات المختلفة في كل أحياء مدينة بشار مع الإنارة العمومية والأرصفة، كذلك كان الأمر بالنسبة لكل البلديات والمدن الأخرى مع التذكير بأن كل الأحياء القديمة قد أعيد هيكلتها ومنها التي هي في طور الإنجاز. كما نشير بأن عدة طرق مزدوجة قد أحدثت بمدينة بشار أسهمت في نشاط حركة المرور بالمدينة. خامسا: الشباب والثقافة والمجاهدين لقد أخذ هذا القطاع حيزا كبيرا في هذه السنوات الثلاث الأخيرة وأصبح في متناول الجميع بعدما خصص له مبلغ 2 مليار و353 مليون، حصل منها قطاع الشباب على حصة الأسد مع تجسيد على الميدان سياسة الرياضة الجوارية وذلك بعدة ملاعب حديثة من نوع "ماتيكو" وصلت إلى 24 موزعة عبر كل بلديات الولاية و 10 قاعات رياضية مهمة وثلاث دور للشباب بالإضافة إلى 05 بيوت شباب عبر البلديات ذات الطابع السياحي بالولاية. كما تم إنجاز عدة مسابح ومنها واحدة لمسافة 25 متر بدائرة "القنادسة" ومسبح أولمبي ب"بشار". كما تم إنجاز أرضية ملعب كرة القدم بالقنادسة بالعشب الاصطناعي. من ناحية أخرى، عرف مجال الثقافة عدة مشاريع جد مهمة ومنها على الخصوص، إنجاز مسرح بسعة 500 مقعد وكذا إنجاز مركز ثقافي إسلامي، بالإضافة إلى عملية ترميم القصور التاريخية والسياحية بكل من "تاغيت، القنادسة، بني عباس، كرزاز، موغل، بني ونيف" كما تم اقتناء كتب ومجلدات ل 17 قاعة مطالعة وكذا تكريس سياسة الحماية والاهتمام لإعادة الاعتبار لتراث ما قبل التاريخ. من جهته، عرف قطاع المجاهدين حركية لا تقل أهمية عن سابقيها، تجسدت على الخصوص في إنجاز عدة مراكز متخصصة، وكذا تهيئة وترميم 05 مقابر لشهدائنا الأبرار، وكذلك إنجاز مركز استراحة للمجاهدين بكل تجهيزاته بدائرة "تاغيت". سادسا: الصحة والحماية الاجتماعية لقد حصد هذا القطاع اهتماما كبيرا وتجلى ذلك من خلال المشاريع المبرمجة، حيث خصص له مبلغ 5 ملايير و562 مليون دينار أنجز بها عدة مستشفيات ومنها واحد بدائرة العبالة بسعة 120 سرير وواحد بدائرة كرزاز بسعة 60 سريرا وكذا مستشفى للأمراض العقلية. من ناحية أخرى، تم إنجاز 03 قاعات للعلاج بكل تجهيزاتها، كما أنجز مركز جهوي لتحاليل الدم وآخر خاص بفئة المدمنين وكذا مركز التطهير؛ بينما عرفت عدة وحدات صحية عملية تجديد عتادها وأجهزتها الطبية مع تزويدها بأسِرة جديدة وسيارات إسعاف صحية، كما نشير إلى أن مستشفى محمد بوضياف بحي الدبدابة بمدينة "بشار" قد عرف تهيئة شاملة داخليا وخارجيا. كما نذكر بأن عملية تأهيل الوحدات الطبية الصغيرة لا زالت مستمرة، خاصة في ميدان النقل والمواصلات الذي عزز بسيارات ذات الدفع الرباعي، الأمر الذي سهل مهمة تنقل الأفواج الصحية عبر كل مناطق الولاية خاصة الوعرة منها، بالإضافة إلى إنجاز عدة مراكز تابعة للحماية الاجتماعية وتجهيز المركز البيداغوجي للمعاقين ذهنيا ببشار. سابعا: السياحة والصناعة التقليدية لقد خصص لهذا القطاع مبلغ 333 مليون دينار شملت على الخصوص إنجاز وتهيئة المناطق السياحية بكل من بلديات: "تبلبالة - عرق فراج - بني ونيف - بشار - بني عباس - تاغيت - إڤلي - مريجة". كما عرفت الصناعة التقليدية انتعاشا ملحوظا نذكر منه إنشاء مشتلة عمل ومركز للتأهيل المهني. ثامنا: الغابات والبيئة عرف هذا القطاع عدة نشاطات مهمة ومنها على الخصوص عملية غرس أشجار الزيتون بالمنطقة الأمر الذي لقي ترحيبا واستحسانا لدى الفلاحين والمواطنين، وقد خصص لهاذين القطاعين مبلغ 30 مليون دينار تم من خلاله تقوية الحزام الأخضر بالمنطقة وإنشاء مراكز لفرق الغابات وتأهيل بعض المشتلات وإنجاز مشتلة بدائرة "لحمر". أما فيما يتعلق بالبيئة فقد أعطى دفعا مهما في ميدان تنظيم القمامات، حيث تم تأهيل قمامة بلدية بشار وتجهيزها بوسائل الاستغلال، كما تعزز هذا القطاع بدار للبيئة مجهزة بكل المعدات الخاصة لذلك، كما تم إنجاز مركز للتنقية "ببني ونيف" وكذا إنجاز وتجهيز مواقع مراقبة لقمامتين عموميتين. تاسعا: البنية القاعدية الإدارية لقد أحدث هذا القطاع انفراجا كبيرا في ميدان السكن الوظيفي ومقرات الإدارات العمومية ولواحقها، وقد خصص له مبلغ محترم قدّر بحوالي 03 ملايير و902 مليون دينار وذلك لإنجاز عدة مشاريع مهمة نذكرها حسب الترتيب الآتي: 1 - المقرات الإدارية: تم إنجاز مقرات كل من مديرية الشؤون الدينية ومديرية البيئة، مديرية السكن والتجهيزات العمومية، مديرية البناء والتعمير، المديرية الجهوية للتشغيل، الجمارك، مقر الديوان الوطني للأرصاد الجوية، مقر الفرقة الجهوية لمحاربة الهجرة السرية بالولاية بالإضافة إلى مقرات جديدة للأمن الوطني في كل من: كرزاز، الواتة، أولاد خضير، لحمر، تبلبالة وتاغيت. كما نشير إلى أنه تم إنجاز عدة مقرات لفروع أقسام لبعض الإدارات العامة بالدوائر وكذلك تم إنجاز عدة مؤسسات عقابية، إضافة إلى إنجاز وتجهيز مقر مديرية الأشغال العمومية ومديرية التخطيط ومشاريع أخرى متعلقة بالحماية المدنية مع العلم أنه تم فتح فرع للحماية بدائرة "الواتة". من جهة أخرى، تحصلت الولاية على مركز جهوي للأرشيف ومقر جديد لمفتشية العمل، ولقد خصص لكل هذه القطاعات عدة لواحق أخرى لم نذكرها بالإضافة إلى ما يقارب 30 مسكنا وظيفيا مجهزة بكل اللوازم الضرورية لذلك. في الأخير، نذكر بأن هذه الحركة التنموية قد أعطت ثمارها في عدة ميادين ولأن المبالغ التي خصصتها خزينة الدولة لهذه الولاية كانت جد معتبرة، فإن نتائج الميدان كانت هي أيضا جد معتبرة، ومفرحة للرأي العام. في الأخير تتقدم "الأمة العربية" بجزيل الشكر لكل من ساهم في إعداد هذا الروبرتاج، وخاصة مصالح مديرية التخطيط بالولاية وديوان السيد الوالي.