أكثر من 3000 رجل أمن مسخر للحدث بدأ العدّ التنازلي للمباراة الحاسمة التي ستجمع منتخبنا الوطني لكرة القدم ونظيره الرواندي ضمن الجولة الخامسة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، ولم يعد يفصل عشاق الخضر سوى ساعات معدودات عن ما أسموها بمعركة الفصل. وأن كانت المباريات السابقة نالت نصيبا وافرا من الاهتمام فإن لقاء الأحد أضحى على لسان كل الجزائريين من جميع الأطياف وفي كل الأماكن حتى يخيل لأي أجنبي أن الجزائر مقبلة على موعد نهائي كأس العالم بالنظر لما ستسفر عنه مترتبات هذه المباراة. * * تخوفات من حضور أكثر من المطلوب * بدأ مشجعو الخضر يحضرون لمباراة الاحد التي وضعت لها آخر اللمسات ويتوقع أن يصل عدد أكبر من الطاقة الاستيعابية لملعب تشاكر، وهو ما يخيف المنظمين الذين تلقوا تعليمات صارمة بغلق الأبواب حال امتلاء الملعب، ويرغب الكثير من الجزائريين عدم تفويت فرصة مشاهدة أشبال سعدان في آخر مباراة من التصفيات تجرى بالجزائر، وهو ما يجعل التقديرات تصب في إمكانية حضور غفير حيث عبر الكثير ممن استقصت الشروق آراءهم على عدم تفويت الفرصة مثلما قال حمزة بوعمرة (أعمال حرة ) "لم أتنقل لمشاهدة الخضر منذ مباراة السينغال في الدور الأول لكن هذه المرة لن أفوت فرصة الدخول بأي شكل من الأشكال لأنها المباراة الأخيرة وقد لا نرى الخضر عن قرب إلى في التصفيات المقبلة". الأمر ذاته ينطبق على شقيقه محمد (طالب جامعي) "اللقاء خاص جدا ويجب أن أكون حاضرا في الملعب حتى يبقى اليوم منقوشا في ذاكرتي". * * حركية استثنائية في مدن وقرى الجزائر * وتعيش الولايات والقرى الجزائرية حالة تأهب قصوى إذ وُضعت اللّمسات الأخيرة على التحضيرات النهائية، من طلي لواجهات الأسوار بالأخضر والأحمر وتزينت المحلات التجارية ومنازل وشرفات المواطنين بالأعلام الجزائرية، وقد رصد مراسلونا في الشرق الغرب والجنوب صورا رائعة قبل موعد الأحد. والأكيد أن تجارة الاقمصة الوطنية ونوادي لاعبينا المحترفين ستكون رائجة بشكل كبير دون نسيان القبعات. * * دعوات وأمنيات بحضور الرئيس * ناشد أغلبية المناصرين الذين تحدثنا معهم رئيس الجمهورية بتشريفهم بالحضور إلى ملعب تشاكر، مؤكدين أن قدوم عبد العزيز بوتفليقة إلى الملعب سيعطي دافعا قويا للاعبين ببذل أقصى جهودهم وسيكون كفيلا للفوز بنتيجة ثقيلة وكسب تأهل مسبق بغض النظر عن مباراة مصر مثلما قال عبد الرحمان بادي 38 سنة بطال من الشلف "سنكون أكثر سعادة لو يكون إلى جانبنا واللاعبين فخامة الرئيس لما في ذلك من تحفيز على تحقيق التأهل". * * "لا تهمنا نتيجة مصر.. نريد فوزا باهرا" * إذا كان أنصار الشقيقة مصر يولون أهمية كبرى لمباراة الجزائر ورواندا ويمنون أنفسهم بتعثرنا فإن العكس تماما يحدث لأنصار الخضر الذين أجمعوا على عدم اكتراثهم بمباراة زامبيا ومصر يوم السبت، مؤكدين أن ما يشغل بالهم هو تحقيق انتصار عريض أمام رواندا حتى تكتمل كل الخطوات الناجحة. فمحمد ياسين من باتنة يقول "تراودني شكوك كبيرة في وجود مؤامرة بين المصريين والزامبين لكن الأمر لا يشغلني كثيرا بقدر ما يهمني تحقيق الجزائر لانتصار"، فيما قال "عبد القادر.ب" من بوسعادة "سأتابع مباراة مصر وزامبيا وأتمنى فوز الأخير أو افتراق المنتخبين على التعادل لكن لن تصيبني حسرة في حالة فوز الفراعنة لأن التأهل بين أيدينا ويمكننا تحقيقه بفوز كبير". * * "متشوقون لرؤية محترفينا واكتشاف يبدا وعبدون" * يبدو أن موجة قدوم النجوم إلى "الخضر" أضحت تشكل حافزا قويا لمناصري الخضر الذين يترصدون فرصة حضور المنتخب لإجراء مباراة بالجزائر لرؤية مدلليهم بعد أن كانت مشاهدة المحترفين أيام فترة المدرب كافالي التعيسة لا تهمهم في شيء حسب ياسر من البليدة "لم نكن نهتم كثيرا بقدوم اللاعبين للجزائر قبيل المباريات لكن الأمر يختلف فنحن متشوقون لرؤيتهم بل ومتلهفون في كل دقيقة". وأضحى الأمر أكثر تشويقا لرؤية الخضر أمام رواندا بعد انضمام النجمين الجديدين حسان يبدا وجمال عبدون اللذين سيكونان بقميص الجزائر لأول مرة في التاريخ. * * "نملك منتخبا قويا ونبحث عن مقارعة الكبار في المونديال" * صدق رابح سعدان حين قال لدى حضوره للشروق إن رغبات الجمهور الجزائري لن تتوقف عند وصول الخضر لكأس إفريقيا أو التأهل لكأس العالم بل سيطلبون التتويج بالكأس ولم لا التأهل إلى أدوار متقدمة في المونديال، حيث قال الكثير من محبي الخضر إن المنتخب الحالي لا يمكنه أن يتوقف عند الفوز على مصر أو زامبيا ورواندا بل هو مطالب بالفوز بكأس إفريقيا والتنافس بشدة مع الفرق العالمية، حيث رمت العديد من أحاديث المتصلين بالشروق إلى ذلك. فحسب رضا محمدي من باب الوادي فإن التشكيلة الحالية يمكنها التتويج بكأس إفريقيا بل وقادرة على الفوز على منتخبات عالمية سيما وان العديد من لاعبينا ينشطون في دوريات قوية ومع لاعبين سبق لهم التميز ونفس الحديث لمسعود وفتحي من تبسة. * * الوزراء في الموعد ومشاهد مصر قد تتكرر * ويعتبر هذا الموعد الرياضي البارز فرصة فريدة من نوعها للوزراء والشخصيات الوطنية للترفيه والابتعاد عن مشاغل السياسة، حيث أسرت للشروق تحمس الكثير منهم للحضور للبليدة ومتابعة تأهل المنتخب عن قرب، وسبق لعديد من الوزراء أن تابعوا لقاء الخضر ومصر والذي عرف حالة هستيريا لأكثرهم وصل حد الرقص والغناء بالشعارات الرياضية مثلما وقفنا عليه يوم السابع جوان المنصرم. * * المياه متوفرة.. الأكل ممنوع وحذار من الألعاب النارية * على عكس مباراة زامبيا والتي سمح فيها للأنصار بإدخال بعض المأكولات الخفيفة فإن الإجراءات الجديدة لمباراة رواندا ستكون صارمة جدا وهذا تفاديا لأي مشاكل قد تؤثر على المنتخب، وقدمت تعليمات صارمة بمنع إدخال أي نوع من المأكولات (خصص مجال لبيع المأكولات)، وسيستفيد الأنصار من كميات معتبرة من المياه في أكياس مائية مقدمة من الجزائرية للمياه، كما تم التحذير من إدخال الألعاب النارية التي ستنقل صاحبها مباشرة إلى السجن. * * المدير الجديد لملعب تشاكر يطمئن اللاعبين * قدم المدير الجديد لمركب مصطفى تشاكر جمال بن حجة تطمينات للاعبي المنتخب بجاهزية الأرضية يوم المباراة، مؤكدا أن تحسينات كبيرة طرأت على الأرضية التي انتهت بها الأشغال نهائيا يوم الأربعاء، وهو موعد الاجتماع التقني الذي عقده رئيس الفاف روراوة مع مديرية الشباب والرياضة وإدارة المركب، وقال بن حجة للشروق "أطمئن اللاعبين. لن يجدوا أي صعوبات يوم المباراة لأننا جهزنا كل شيء ولم نترك أي شيء وهذا حتى تكتمل الفرحة في آخر مباراة من التصفيات". * * استعدادات استثنائية وأكثر من 3000 رجل أمن في الموعد * على مستوى الاستعدادات الأمنية، لم يدخر المنظمون لهذا الحدث الكروي الأبرز في الشهور الأخيرة بالجزائر أي جهد من أجل إنجاحه، إذ عززت صفوف قوات الأمن بفرق تضم "العسكر" والشرطة والدرك، ودوريات مراقبة مكثفة على مستوى كامل طرقات البليدة والشوارع المحيطة بالملعب إضافة إلى الطريق السريع بين العاصمة والبليدة الذي سيشهد تواجدا أمنيا مكثفا. وحسب مصدر رسمي فإن أكثر من 3000 رجل أمن سيكونون في الموعد، كما سيتم غلق السوق المجاور للملعب "المربع الأخضر" ابتداء من مساء السبت إضافة إلى يوم الأحد كاملا، الأمر ذاته بالنسبة لمحطة الحافلات المجاورة. والأكيد أن التجارب السابقة لرجال الأمن في مبارتي مصر وزامبيا ستساهم في إنجاح الحدث الأخير.