لم يخطر ببالنا أبدا أن زيارة برلماني وإعلامي مصري ستثير الدنيا ولا تقعدها لدى إعلاميين تجمعنا بهم على الأقل لغة الضاد ومهنة المتاعب، فإذا كان هجومهم الغريب على كل ماهو جزائري إلى درجة أن فتحوا قنواتهم لسيدة مصرية قالت إنها كلما زارت فرنسا تتعرض للسرقة والإبتزاز من مهاجرين جزائريين، إذا كان كل ذلك يمكن "هضمه بصعوبة". .. * وإقناع أنفسنا بصعوبة أيضا بأنه يدخل في إطار المعركة النفسية قبل مواجهة كرة، فإن تحول الحرب على مصري زار الجزائر واعتبار مبادرته بشبه الخيانة للبلد الذي نحبه على الأقل أكثر من هؤلاء الباحثين عن الشهرة، يعتبر انزلاقا خطيرا تجاوز الفتنة إلى ما بعدها خاصة أن هذا البرلماني زار بلد الشهداء في عيد الثورة، التي قال عنها جمال عبد الناصر قبل نكسة 1967 أنها علمت العرب كيف يتحررون.. ما أثير حول زيارة أحمد شوبير للجزائر إلى درجة أن أقل تعليق حدة وصفها بغير المناسبة، أبعد الصراع الكروي والإعلامي عن حدوده التي ظننا أنها توقفت فيهما وانتقل إلى بعده الجماهيري، والآن فقط فهمنا لماذا قال الرجل "لا أخشى الإنتقاد لأنني أزور الجزائر وليس إسرائيل" لأنه فعلا يوجد في الإعلام المصري من حول الزيارة أشبه بالنكسة أو العار في جبين رجل مصري زار الجزائر، هذا الأداء الإعلامي من بعض الفضائيات التي اعترفت في السابق بأن أكثر مشاهديها من الجزائر، لم نشاهده حتى في الحرب على غزة من نفس الإعلاميين ومن نفس القنوات.. لقد أصبح لسان الكثير من العقلاء أن "لعنة الله على الكرة" و"ليذهب المونديال إلى الجحيم" بعد أن بلغنا درجة خطيرة لم تقتصر على عيال اليوتوب بل وصلت إلى وجوه إعلامية وضعت نفسها على قائمة الإعلاميين العرب وتشارك باستمرار في الملتقيات الدولية ولها فعلا الآلاف من المشاهدين في كامل المعمورة.. في نوفمبر 1977 قام الراحل أنور السادات بزيارة إلى الأرض المغتصبة والتقى عصابة الصهاينة فاتهمه المصريون وكل العرب بالخيانة وظهرت جبهة الصمود والتصدي، والآن يزور برلماني وإعلامي ولاعب دولي شرفنا جميعا أرض الجزائر فيتهمه بعض الإعلاميين بالخيانة وتظهر جبهة صمود وتصدي لمثل هذه الزيارات.. ألم نقل لكم "لعنة الله على الكرة التي أوصلتنا إلى هذا الحد!".