خالد لموشية واثق في الفوز يقضي اللاعب المغترب خالد لموشية موسمه الرابع في الجزائر، وهو في منحى تصاعدي كبير جعله أغلى لاعب في البطولة الوطنية. * * ومع ذلك، فإن لموشية الذي اقتربنا منه خلال السفرية الأخيرة لفريقه وفاق سطيف إلى الدارالبيضاء المغربية برسم كأس شمال إفريقيا، لا يزال يحتفظ "بقدميه على الأرض" ما يدل على تواضعه الكبير، غير مبال بالشهرة الخاصة التي وصل إليها بفضل مشواره الجيد مع المنتخب الوطني، علما وأنه اللاعب الوحيد بجانب الحارس قواوي من الأندية الجزائرية الذي ضمن مكانه ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب رابح سعدان. * * "لم أكن أتوقع أبدا أن تعرف تجربتي بالجزائر كل هذا النجاح" * ويعترف لموشية بأنه لم يكن يتوقع شخصيا أن يصل إلى ما وصل إليه في الفترة الحالية عندما قرر الالتحاق بالبطولة الجزائرية بعد أن فقد الأمل في فرض نفسه مع التشكيلة المحترفة لأولمبيك ليون، ليكون بذلك قد أحسن الاختيار ما دام أن تجربته في البطولة الجزائرية قد عادت بالفائدة. "فضل وفاق سطيف والبطولة الجزائرية كبير علي، حيث أدرك اليوم بأنني لم أخطئ الاختيار على الإطلاق، ويكفيني فخرا أنه بفضل مجيئي إلى الجزائر تمكنت من حجز مكان لي مع المنتخب الوطني"، قال لنا لموشية بلغة الواثق من نفسه على التألق لفترة أخرى بزي المنتخب الوطني. * وبما أن كل الحديث يدور منذ فترة عن المواجهة المرتقبة بين الجزائر ومصر لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا، فإننا استغلينا فرصة لقاءنا مع متوسط ميدان الخضر لسؤاله عن حالته البدنية بعد إجرائه لعدة لقاءاته في ظرف وجيز مع الوفاق خلال الأيام القليلة، سيما في ظل توالي الإصابات على لاعبي المنتخب، فرد لموشية بالقول أن كثرة المباريات تسمح له بأن يكون على أتم الاستعداد لمواجهة القاهرة، بل أنه لم يخف تخوّفه من المصير الذي آل إليه بعض الدوليين المحترفين الذين لم يعودوا يلعبون كثيرا مع أنديتهم المختلفة في أوروبا. "أظن أن ابتعاد اللاعبين عن المنافسة الرسمية لا يسمح بالتحضير الجيد لمباراة القاهرة، ولا داعي لإكثار الحديث عن احتمال إصابة لاعبينا لأن كرة القدم في حد ذاتها مهنة تعرض صاحبها لخطر الإصابات، ولكن لا بد من لعب العدد الكافي من المقابلات الرسمية قبل التنقل إلى مصر". * ومع ذلك، لا ينفي محدثنا بأنه منشغل كثيرا بالإصابات التي لحقت ببعض لاعبي المنتخب الوطني، وفي مقدمتهم زياني وبوغرة، ولو أنه لم يتمكن من الاتصال بهما للاطمئنان على صحتهما، مثلما صرح به لنا، لكنه بالمقابل يبدو متفائلا كثيرا باشتراك اللاعبين في مباراة 14 نوفمبر، "حيث لا أحد ينكر دور هذين اللاعبين في التشكيلة الوطنية"، أضاف يقول ابن مدينة الوادي. * * "موعد القاهرة هو موعد الرجال الشجعان" * ولا يجب أن نعتقد، مثلما يصر التأكيد عليه نجم وفاق سطيف، بأنه في حالة غياب زياني وبوغرة -لا قدر الله- عن موعد الرابع عشر نوفمبر فإن المنتخب الوطني سينتقل إلى القاهرة بزي الضحية، بل بالعكس من ذلك تماما "لأن كل اللاعبين-يضيف لموشية- سيتسلحون بسلاح الإرادة لتجاوز عقبة المصريين والتأهل إلى المونديال، حيث يتوجب على الجميع أن يدرك بأن هذا الموعد الكبير لا يحتمل أي تراجع فوق الميدان لأنه ببساطة مباراة الشجعان الذين لا يهابون شيئا، سيما وأن الأمر يتعلق بملحمة تاريخية نريد من خلالها أن نكتب أسماءنا نحن اللاعبين بأحرف من ذهب في سجل الكرة الجزائرية.. صدقوني، شخصيا أعيش لحظات مهمة في حياتي حتى أنني أتمنى أن أغمض عيني لأفتحهما وأنا فوق ميدان ملعب القاهرة". * ويظهر لموشية غير مبال تماما بما يقال أو يثار عن احتمال أن تتأثر العناصر الوطنية بالضغط الكبير الذي سيفرضه الجمهور المصري عليها، خاصة وأن امتلاء ملعب القاهرة الدولي بعشرات الآلاف من الأنصار المحليين أمر متوقع ولا مفر منه. "أظن أن المباراة ستلعب فوق المستطيل الأخضر، وليس فوق المدرجات والقول بأننا كلاعبين سنتأثر بضغط الجمهور المصري مجرد تهريج لا غير، فكما عشتم معنا بملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء تعرضنا مع وفاق سطيف لضغط كبير من طرف أنصار الرجاء البيضاوي الذين ملؤوا المدرجات، ولم يمنعنا ذلك من العودة بالتعادل، بل أننا ضيعنا فوزا محققا. فلا داعي إذن من تهويلنا وترهيبنا بالجمهور المصري لأننا لاعبون محترفون ولا نتأثر بتاتا بما يدور بالمدرجات". * * "لهذه الأسباب أصبح المغتربون يتهافتون على المنتخب الوطني" * ودائما في سياق حديثه عن المباراة المصيرية بين مصر والجزائر، لم يخف لاعب "الكحلة" انزعاجه أيضا من الحديث الكثير الذي يدور منذ الجولة السابقة في التصفيات حول المباراة الفاصلة والجدل الدائر من الآن حول مكان المقابلة الفاصلة وكأن المنتخب الوطني سيتنقل إلى مصر وفي ذهنه أنه لن يقوى إلا على تجنب الخسارة بفارق أكثر من هدفين حتى يتحصل على فرصة لعب اللقاء الفاصل. "لا أفهم لماذا يصر البعض على إكثار الحديث عن المباراة الفاصلة، ولعل ما يزعجني أكثر أن أسمع مثل هذا الحديث من طرف أوساط مسؤولة، في الوقت الذي لا يخطر الموضوع على بالنا نحن اللاعبين"، أردف يقول محدثنا. * وبما أن لموشية يمثل الجيل الجديد من اللاعبين المغتربين الذين يتلهفون على تقمص الألوان الوطنية، فقد سألنا محدثنا عن السر في تنامي هذه الظاهرة بعدما كان الكثير من محترفينا، وإلى وقت قريب، يدير ظهره للخضر وينتظرمجرد إشارة من مدربي المنتخبات الفرنسية للإلتحاق بالديكة زاحفين، فكانت إجابة لموشية كالتالي:"أظن أن المنتخب الوطني هو الذي كان في الماضي بحاجة إلى اللاعبين المحترفين، لكن العكس هو الذي يحدث حاليا، حيث أن هؤلاء أصبحوا يدركون جيد الإدراك بأن المنتخب أضحى وسيلة تسمح لهم بجلب أنظار أكبر الأندية الأوروبية، ولعلكم لاحظتم الطفرة النوعية التي حدثت مع معظم زملائي في المنتخب الوطني الذين أصبحوا مطلوبين من طرف فرق أوروبية معروفة بعد أن كانوا يلعبون لأندية فرنسية صغيرة، يحدث هذا قبل تأهلنا إلى المونديال، فما بالكم عندما نقطع تأشيرة التأهل إلى الموعد العالمي الكبير ونشارك فيه ونتألق بإذن الله، أكيد أن قيمة لاعبينا في سوق التحويلات الأوروبية ستزداد ارتفاعا، وفي ذلك محفز آخر لنا يزيدنا تصميما على عبور مباراة القاهرة القادمة بسلام". * * "لن يكون لمشاركتنا في كأس إفريقيا طعم إذا لم نتأهل إلى المونديال" * وفي سياق حديثه عن أهمية التأهل إلى كأس العالم بالنسبة للمشوار الشخصي للاعبي المنتخب الوطني، لم يخف لموشية بالمقابل، تخوّفه من تأثير أي إخفاق-لا قدر الله- على نفسية اللاعبين خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم شهر جانفي القادم بأنغولا والتي تأهل إليها الخضر عن جدارة واستحقاق وهذا قبل الأوان. "أكيد، يقول لاعب الوفاق، بأن الأمر سيكون صعبا للغاية لنا جميعا، خاصة بعد المشوار الكبير الذي قطعناه لحد الآن في تصفيات كأس العالم، فلا يعقل إذن أن نستسلم ونحن على بعد 90 دقيقة فقط من الحلم الكبير، كل ذلك يجعلنا نذهب إلى القاهرة بعقلية المحارب الذي يرفض التنازل عن مكسب يظنه شرعيا". * * "الحساسية المفرطة لمقابلتنا ضد مصر تنفرني من الزمالك" * ولم نكن لنختم حديثنا مع لموشية ونحن في طريق العودة من الدارالبيضاء المغربية بدون أن نسأله عن الاتصالات الكثيرة التي أضحى موضوعا لها من طرف بعض الأندية الفرنسية والمصرية كذلك، فجدد لنا التأكيد بأنه فضل منح حرية التصرف للقائم بأعماله، حيث لا يريد أن يشغل نفسه بشيء آخر غير المواعيد القادمة التي تنتظره مع المنتخب الوطني ووفاق سطيف خلال الأيام القليلة القادمة، ولو أنه لم يخف من الآن عدم تحمسه لارتداء زي نادي الزمالك المصري على الرغم من رغبة مسيري الأخير الكبيرة في الاستفادة من خدماته خلال فترة التحويلات الشتوية القادمة، حيث لم يتردد في الكشف بأن الحساسية المفرطة التي آلت إليها الأمور بخصوص المباراة القادمة بين المنتخبين الجزائري والمصري تجعله لا يغامر بالانضمام إلى الزمالك. "فإذا ما تأهلت الجزائر أو أقصيت قد أجد نفسي في كلتا الحالتين في وضعية لا أحسد عليها ما سينسف بالتأكيد بتطلعاتي، وعليه أفضل انتظار عرض جاد من طرف فريق أوروبي، وأنا لست قلقا كثيرا في هذا الشأن لأن جل تركيزي منصب على الرهانات التي أنا مقبل عليها سواء مع فريقي وفاق سطيف أو المنتخب الوطني"، ختم يقول لموشية الذي ترك لنا الانطباع بأنه يتوق شوقا لدخول ميدان "أستاد" القاهرة لحسم ورقة التأهل إلى المونديال رفقة زملائه في التشكيلة الوطنية، فلم يكن بوسعنا إلا الدعوة له ولأشبال "الشيخ" سعدان بالتوفيق في الموعد الكبير الذي ينتظره الجميع.