تصوير مبعوث الشروق: بشير زمري كشفت مباراة المنتخب المصري التدريبية امام تانزانيا عن الكثير من الثغرات، خاصة على مستوى الخطوط الدفاعية، وهي نقاط عجز المدرب حسن شحاتة عن علاجها في المباراة في معسكر أسوان، في ظل اهتمامه بخط الهجوم. * وبقدر ما استبشر المصريون خيرا بعودة خطهم الهجومي إلى التهديف أمام منتخب متواضع، بقدر ما أسعد الجزائريين كثيرا وطرح الكثير للجانب المصري ضعف خطه الدفاعي وتراجع مستوى حارسه الحضري. * * فراغات رهيبة على مستوى الجناحين * ويشكو المنتخب المصري من ثغرات كبيرة يتركها الظهيران المحمدي وسيد معوض، على الرغم من مستواهما الفني الكبير، اذ يعاب عليهما تفضيلهما للجانب الهجومي عن الدفاع. * ورغم ان سيد معوض ساهم في صناعة الأهداف المصرية من خلال صعوده على الجهة اليسرى، الا انه نسي نفسه ودوره الدفاعي فترك فراغات دفاعية، اذا استغلها المنتخب الوطني فبإمكانه خلق العديد من الفرص السانحة للتهديف. * وما يعقد من مهمة المنتخب المصري امام نظيره الجزائري هو ان الظهير الأيمن المحمدي يرتكب نفس الأخطاء، وقد يدفع المدرب المصري الى مراجعة حساباته في معسكر القاهرة. * * محور دفاع ضعيف وأخطاء المبتدئين * اما مشكلة محور الدفاع المصري فحدث ولا حرج، فإذا كان لغياب وائل جمعة تأثير فإن شحاتة يقف امام معضلة حقيقية شغلت رأيه طيلة الفترة الإعدادية بأسوان. * وبينما ظن الجميع أن المنتخب تفطن لذلك وعالج الأمر، الا أنه بدا واضحا للغاية من خلال أخطاء المبتدئين للثنائي هاني سعيد وسعيد أوكا، بل أن دخول شريف عبد الفضيل الذي لا يثق فيه شحاتة لنقص خبرته لن يعالج المشكلة. * ويتطلع المدرب المصري الى حضور مدافعه المحترف عبد الظاهر السقا لحل المشكلة، غير أن اقتراب زمن المباراة سيصعب كثيرا من مأمورية الطاقم الفني المصري لإيجاد توليفة محور الدفاع. * وتؤكد أخطاء المبتدئين التي ارتكبها الدفاع المصري لثلاث مرات في المرحلة الأولى، انه بإمكان غزال أو جبور وصايفي الوصول الى شباك الحضري في اية لحظة من المباراة. * * الحضري تحول من مصدر قوة الى ضعف * اما الحارس عصام الحضري والذي يصنف ضمن افضل حراس العالم فقد أكد حقيقة الكثير من نقاط الضعف التي بإمكان المدرب الوطني رابح سعدان استغلالها، وربما المدرب الوطني يدرك ذلك جيدا مثلما أشرنا اليه في اعدادنا الماضية بعد دراسة متأنية قام بها الطاقم التقني للخضر بمساعدة عدد من الخبراء. * وفقد الحارس المصري (الذي ظل يطالب الأنصار بالتشجيع المستمر) تركيزه، وعجز عن صد كرة ضعيفة من مهاجم تانزاني دخلت شباكه بطريقة غريبة وهو أمر زاد من حالة التوجس في المعسكر المصري. * ولم يختبر الحارس المصري سوى لمرات نادرة، الا انه اثبت وهنه في التصدي للتسديدات من بعيد، مثلما يعرف بأخطائه في الخروج للكرات الثابتة، وهو مشهد يرسمه الطاقم الجزائري في صورتي هدفي مطمور (القذف من بعيد) وهدف غزال (الخروج للتصدي في الكرات العرضية). * * عبد ربه مفتاح الوسط .. وغيابه لابد من استغلاله * أما الأمر الآخر الذي تجلى في وسط ميدان المنتخب المصري هو غياب حسني عبد ربه الذي يوصف بأنه رمانة الوسط، خاصة وان بناء الهجمات يبدأ من هذا اللاعب. * ورغم محاولات شحاتة ادارج الثنائي حمص، ثم احمد فتحي لاختبارهما، إلا أن ذلك لا يوحي بإمكانية تعويض عبد ربه، وهو عامل لا بد أن يستغله سعدان جيدا. * وكان شحاتة قد ركز كثيرا على وسط الميدان في المباراة التدريبية أمام تانزانيا للبحث عن عناصر بديلة، خاصة وانه فضل عدم إشراك ابوتريكة منذ البداية، بالإضافة إلى غياب المحترفين زيدان وشوقي. * وقدم احمد فتحي مستويات جيدة، أعطت خيارات إضافية للمدرب المصري، لكن إشراك اللاعب بدل عبد ربه سيكون في صالح المنتخب الوطني الذي يدرك تمام الإدراك السبيل لكسب معركة الوسط.