اشتكى العديد من المواطنين من صعوبة الاتصال بالرقم الأخضر 3030 الذي وضعته وزارة الصحة تحت تصرف المواطنين ودعتهم إلى الاتصال به في أي وقت في حال الاستفسار عن فيروس أنفلونزا الخنازير أو الشك في الإصابة به. * لكن يبدو أن هذا الخط، الذي يفترض أن يكون فعالا 24/24 ساعة، لاسيما مع إعلان درجة الخطورة السادسة الأخيرة، يعمل فقط في مواقيت الشغل الرسمية وبخطين أو ثلاثة! * يشهد هذا الخط الأخضر في الوقت الراهن ضغطا كبيرا يجعل الاتصال به ضربا من الخيال، وإن حدث وسمعت رنينا فلن تجد من يجيب. هذه الوضعية اشتكى منها العديد من المواطنين الذين اتصلوا بنا أو التقيناهم وهو ما تأكدنا منه بأنفسنا عندما خصصنا يوم أول أمس بأكمله للاتصال بهذا الرقم... لكنه مشغول طوال الوقت، أو يرنّ دون يجيب أحد... لابد انه وقت استراحة الغداء! والآن لابد أنه وقت انتهاء عمل القائمين على هذا الخط! المهم يوم كامل من المحاولة دون أن نجد الجواب الشافي. * الموقف ذاته عايشته كريمة، ربة بيت، »في البداية لم أكن أعلم الكثير عن هذا المرض، وبحكم أنني متتبعة للقناة الوطنية فقد شد انتباهي الإعلان الذي يدعو المواطنين إلى الاتصال ب3030 للاستفسار عن الفيروس وكيفية الوقاية منه، فأردت أن اتصل بهذا الرقم طمعا في إرضاء فضولي، لكن منذ ذلك اليوم وأنا أحاول الاتصال من الثابث والنقال دون جدوى... وفي الأخير لم أجد سوى الجرائد لاستفسر أكثر عن المرض وتطوراته«. * وبهذا الشأن، أوضح البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، الذي اعتاد، بحكم نشاطه على استعمال هذا النوع من الأرقام المعروفة بالرقم الأخضر المجاني، أن الضغط الذي يعرفه حاليا الرقم 3030 يعود حسب رأيه إلى سببين: الأول أن هناك فقط خطين أو ثلاثة على أقصى تقدير مندمجة في خط واحد، مما يجعل الطلب أكبر من أن يتحمّله هذا العدد القليل جدا من الخطوط، في حين أرجع السبب الثاني إلى أن هذا الخط قد يكون نشاطه مرتبطا بمواقيت العمل الرسمية، أي أن القائمين على الرد على هذا الخط يعملون فقط من التاسعة إلى 12 زوالا، ومن الثانية إلى الرابعة مساء، وهو ما يفسر يضيف أن الهاتف يرن دون مجيب خارج هذه الأوقات. * وأضاف المتحدث »يُفترض في هذه الوضعية التي بدأ يأخذ فيها انتشار الفيروس أبعادا خطيرة، بعد أن أحصت البلاد في ظرف أسبوع حوالي 400 إصابة بالفيروس و8 وفيات وبعد أن أعلن وزير الصحة الدرجة السادسة والأخيرة في خطورة المرض، ألاّ يكون هذا الرقم الأخضر مجرد تحصيل حاصل وموقف تسجل به الهيئات الرسمية حضورها وتتبعها للأمر، بل يجب أن يشتغل هذا الخط 24/24 ساعة وعلى مدار الأسبوع دون توقف حتى يستطيع الرد على عشرات المئات من المواطنين المتخوفين الذين يبحثون عمن يطمئنهم. كما يُفترض أن يكون هناك على الأقل 10 خطوط هاتفية مندمجة في هذا الرقم تلبية للطلب الكبير عليها«. * مصدر من وزارة الصحة، رفض ذكر اسمه، وإن لم يحدد عدد الخطوط المندمجة في هذا الرقم، فقد أكد أنها قليلة، وأرجع »تساهل« الوزارة الوصية، مع تفعيل هذا الخط، إلى أن »المواطن الجزائري لايزال غير متشبّع بثقافة الخط الأخضر، ولا يتصل به إلا من باب الفضول، حيث تجده يفضل التنقل إلى طبيب للاستفسار عن الأمر دون حتى أن يفكر في الاتصال بهذا الرقم لكي لا نقول يحاول ذلك«. * من جهتنا حاولنا الاتصال بوزارة الصحة للاستفسار أكثر عن الموضوع، لكن لم يجبنا أحد.