قديما، قال العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس: "والله لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها".. * والآن، تطل علينا الولاياتالمتحدةالأمريكية، بتقرير واضح منه أنه يخص الدول الإسلامية فقط، مثل تركيا وأندونيسيا والسودان والجزائر، وواضح منه أنه اختار ثالوثا تاريخيا إسلاميا ليقول عبره إن الإسلام بكل "أنواعه" غير مرغوب فيه في أمريكا التي لن ترضى عنّا حتى نتّبع ملتها، والدليل على ذلك أنها صنّفت المملكة السعودية بسلفيتها ووهابيتها وأرض الرسالة على رأس القائمة، وصنّفت مصر بأزهرها الذي يكاد يفتي حسب طلبات أوباما أيضا على رأس قائمة الدول الفارضة لقيود حديدية على حرية التديّن، وطبعا جعلت إيران الشيعية بآياتها و"مقدساتها" ضمن ثالوث الشر الإسلامي الذي جمعت فيه أمريكا الإسلام المعتدل بالسلفي وبالشيعي لتقول للعالم الإسلامي إنها لا تنظر إلى أغصان الدول الإسلامية وإنما إلى جذورها، ولا يهمها صاحب الجلالة أو الفخامة أو آية الله وإنما الفاروق والصديق وآل البيت رضوان الله عليهم ومن تبعهم إلى يوم الدين، وتمّ إقحام الجزائر ضمن هذا التصنيف الأسود الذي اتهمها بكتم أنفاس بقية الأديان رغم أن الجزائر تتميّز عن بقية دول العالم بما فيها أمريكا بأن شعبها بالكامل مسلم وسنّي ولا مجال فيها لأي "عنصرية" دينية في غياب ديانات أخرى غير الإسلام.. المشكلة ليست في تصنيف أمريكا لدول العالم الإسلامي ولا في اتهامها للسعودية ولمصر ولإيران وللجزائر ولتركيا بتكميم الأصوات الدينية والمذهبية وإنما في كون الكثير من هذه الدول تحاول إرضاء الولاياتالمتحدة حتى لا يذكر اسمها في هذا التصنيف الغريب، والمصريون يدركون أكثر من غيرهم أنهم قدموا تنازلات، وبنوا كنائس أكثر من عدد المسيحيين وتغاضوا عن زيجات نصفها الثاني من اليهود وأفرغوا الأزهر من جوهره الديني وسيّروه كما يسيّر الفاتيكان ومع ذلك تمّ اعتبارهم ضمن الدول التي تعرقل نشاط بقية الديانات حتى ولو تمّ نسف بناية الأزهر عن آخرها. * فرنسا منعت الحجاب وفرضت السفور على المسلمات دون أن تدخل التصنيف، والدانمارك سمحت بالإستهزاء بنبي المسلمين دون أن تدخل التصنيف وسويسرا منعت تشييد المآذن دون أن تدخل التصنيف. وأكثر من ذلك، أن مسلمين يتم إبادتهم في مناطق عديدة في أوربا وآسيا وإفريقيا ولا أحد يصنف المجرمين، وهو دليل أن تقرير "منتدى بيو" هو من كتابة أمريكية صهيونية يكتب في الكنيست بحبر أمريكي ولبّ عدائي للإسلام وليس لمسلمي العصر الحديث.