رفعت المجالس التأديبية للجامعات تقارير سوداء بالفصل ما بين سنة وخمس سنوات والفصل النهائي في حق 722 طالب بسبب قضايا تتعلق بالغش في الإمتحانات والإخلال بمبادئ الأخلاقيات الجامعية، إلى جانب الرسوب لأكثر من مرتين متتاليتين في المدارس العليا، ويواجه هؤلاء الطلبة قضايا الإقصاء من الجامعة ما بين سنة واحدة وخمس سنوات. * وتكشف هذه التقارير حسب المجالس التأديبية أن أكثرها تتعلق بقضايا الغش في الإمتحانات وفي مقدمتها انتحال صفة الغير إلى جانب الإخلال بأخلاقيات الحرم الجامعي، على غرار التعرض للأساتذة سواء بالقذف أو الإعتداء الجسدي، أو التعرض لمناوشات جسدية بينهم وبين زملائهم داخل الحرم الجامعي. * فيما تم فصل أعداد من الطلبة وإقصائهم ويتعلق الأمر بطلبة المدارس العليا، حيث يمنع القانون الداخلي على المنتمين إليها الرسوب لمرتين متتاليتين، ويسجل أكبر عدد من الطلبة في كل من المدرسة العليا للتجارة والمدرسة العليا للمهندسين، (هذا قبل أن تستحدث الوزارة الوصية نظام المدارس التحضيرية). * هذا وفي نفس السياق جاء في تقرير للمجلس التأديبي بجامعة الجزائر التي تضم سبع كليات إلى جانب تقارير أعدتها المدارس العليا البالغ عددها 14 مدرسة، فصل أزيد من 200 طالب، ومن بين هذه التقارير آخر تقرير بجامعة يوسف بن خدة والذي أقر بفصل أزيد من 30 طالبا نهائيا فقط على مستوى كلية العلوم السياسية والإعلام، منهم 14 حالة صَدر في حقهم إقصاء نهائي من الجامعة، واشتكى الطلبة الموقعون على بيان احتجاجي استلمت "الشروق" نسخة منه، أنه تم إحالتهم على المجلس التأديبي على مستوى كلياتهم وتابعوا كل مراحل المجلس التأديبي من الكلية إلى الجامعة المركزية، (يوسف بن خدة)، كما تفاجؤوا بأنه تم إقصاؤهم كليا من الجامعة بعد أن صدر في حقهم الطرد من الجامعة دون الرجوع إلى الاستئناف، مع العلم أن قضية هؤلاء الطلبة المفصولين من كلية العلوم السياسية والإعلام تتعلق بمحاولة الغش، واتهم هؤلاء الطلبة بأن عددا من الطلبة توبعوا في المجالس التأديبية بنفس التهمة، لكنه لم يصدر في حقهم الطرد وعادوا إلى مقاعد الجامعة -حسب أقوالهم-. * هذا وتنص بنود قوانين الجامعة أنه لا يمكن إخضاع أي عضو من الأسرة الجامعية لإجراءات تأديبية بما فيها الطرد إلا لأسباب عادلة وكافية مدعومة بأدلة يقدمها نظراء المعني المجتمعين لهذا الغرض في هيئة مستقلة أو يدلي بها جهاز حيادي، على غرار المجلس التأديبي. * وتنص قوانين ميثاق أخلاقيات الجامعة على أن يحترم الطالب كرامة ونزاهة أعضاء الأسرة الجامعية وعلى الطالب أن يحترم التنظيم المعمول به، إلى جانب التحلي بالأخلاق الحسنة في كل أعماله ونشاطاته، ويجب على الطالب ألا يغش وألاّ يلجأ إلى انتحال أعمال الغير وصفة الغير في الإمتحان مما يعرضه للإحالة على المجالس التأديبية للنظر في أمره. * ومن المنتظر أن يفصل ميثاق أخلاقيات الجامعة الذي لا يزال حبيس أدراج الوزارة على البنود النهائية التي تحدد عمل المجالس التأديبية مع العلم أن المجالس التأديبية على مستوى الجامعات تنظر أيضا في قضايا تتعلق بمشوار الأساتذة الجامعيين المحالين عليها.