أعلن رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري، التزامه بالقرار الذي يتخذه مجلس الشورى بخصوص الاستحقاق الرئاسي، والمتضمن الترشح باسم الحركة أو المقاطعة، وقاسمه الموقف منافسه في الحزب أبو جرة سلطاني، الذي حضر اجتماع أعلى هيئة للحركة بين مؤتمرين. والتزم مقري خلال افتتاح الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني أمس، بمقر الحزب في العاصمة، بتقديم حصيلة للحركة منذ اعتلائه منصب القيادة، والتي وصفها بالإيجابية وبدا غير منفعل على غير عادته عند تطرقه إلى الشق السياسي المتعلق بالانتخابات الرئاسية التي أخلطت أوراق الحركة بسبب بروز استقطابات، مؤكدا أن هذه المواعيد ليست من أولويات حمس "لأنها مجرد حزب تتداول عليه الانتخابات، فيتخذ الموقف الذي يتماشى مع قيمه"، وقال بأن ما يشغل تشكيلته هو درجة أهمية هذه الاستحقاقات بالنسبة للجزائر، "إذ لم يصبح للبلاد وقت آخر تضيّعه بعد أكثر من نصف قرن من الأوقات الضائعة"، ملمحا بأن تفويت فرصة الاستحقاقات ستكون بمثابة ضربة قاضية. وانتقد رئيس حمس، الأمين العام للأفالان عمار سعداني، دون أن يذكره بالاسم والجهات التي تدعمه، بعد تصريحات متتابعة أصر فيها على أن الرئيس مرشح رسميا للرئاسيات، وهو ما وصفه مقري بالانحدار الأخلاقي، بدعوى تحول الرئيس المريض إلى ألعوبة في يد السماسرة وقوى الظلام والانتهازيين "يتكلمون باسمه بلا شفقة ولا رحمة"، مضيفا: "ويريدون فرضه بما يملكون من جبروت على الجزائريين، في حالة احتقار للمواطنين لن يمحوها الزمن"، وهو ما جعل حزبه يعمل على الاتصال بالطبقة السياسية من أحزاب المعارضة للتوافق فيما بينهم، وهو إجراء أزعج قوى الموالاة وفق رأيه. وبدا على الجهة المقابلة الرئيس السابق لحمس أبو جرة سلطاني، متحفّظا على بعض ما جاء في خطاب مقري، عندما تطرق لمرحلة قيادة سلطاني للحزب، وقال "أن الحركة حينما شعرت بالمخاطر التي تحدق بالبلاد، فقررت إنهاء خيار المشاركة في وقت مبكر، وظهر تجاوب محتشم بين هذين الشخصيتين أثناء جلسة افتتاح أشغال مجلس الشورى، فقد دخل سلطاني القاعة لحظات فقط قبل دخول مقري، دون أن يتصافحا، وأظهر انزعاجا من طول كلمة خليفته على رأس حمس. وأكد الرئيس السابق لحمس، في تصريح هامشي بأن ترشحه للانتخابات الرئاسية بيد مجلس الشورى، الذي يقرر كيفما يشاء، رافضا التعليق على خطاب مقري بحجّة أنه خطاب الحركة، وفيما يتعلق بإمكانية دعم المرشح التوافقي، أوضح المتحدث بأن الوطن في حالة خطر، ونحن حاليا تجاوزنا الإيديولوجية الإسلامية حفاظا على سلامة وتماسك الوطن، مؤكدا التزامه بكل القرارات التي تتخذها الحركة، سواء بالمشاركة أو المقاطعة أو المرشح التوافقي. واعترف مقري، بأن التحالفات والتكتلات التي دخل فيها من بينها مجموعة الدفاع عن السيادة والذاكرة، وكذا مجموعة ال20 زائد 17، لم تمكنه من تقديم الملموس لمجلس الشورى، طالبا إما منحه ترخيصا آخر لمواصلة جهوده، أو وقف جميع تلك المبادرات، مقابل التفرغ لدراسة موقفين أساسيين، وهما المشاركة في الاستحقاقات بمرشح الحركة أو المقاطعة، مذكّرا بأن حركة حمس تسامت كعادتها عن الطموحات الحزبية والشخصية، وأظهرت استعدادها للتنازل لمرشح آخر تتفق عليه المعارضة.