أنعشت الانتخابات الرئاسية "السياسة" على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، سواء من جهة الموالين لعهدة رئاسية رابعة، أو من معارضي الرئيس بوتفليقة، الأفلانيون انتبهوا لخطر الفايسبوك، فأغرقوا الموقع بمئات الصفحات التي تمجد مسيرة الرئيس بوتفليقة.. الحرب بين الجهتين اشتدت لتصل حد الشتم والسب، المترشحون 12 لرئاسة الجمهورية ركبوا موجة الحملة الرئاسية مبكرا... وخلف الحرب الفايسبوكية، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي المتنفس الوحيد لمكبوتات الجزائريين دون مقص للرقابة ودون خوف، وبكثير من حرية التعبير. أثارت تعليمة عمار سعيداني جدلا فايسبوكيا واسعا، بعد دعوتها إلى التجند وبقوة من خلال الرد على مناهضي العهدة الرابعة، غير أن طريقة الرد أدخلت الموالين للرئيس بوتفليقة في صدامات فايسبوكية بينهم وبين معارضي العهدة، تجاوزت حدود حرية التعبير، لتصل حد الشتم والسب المتبادل من كلا الطرفين. تعليمة سعيداني تجر وابلا من الشتم والسب تقول تعليمة سعيداني أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، التي نشرت على نطاق واسع في الفايسبوك، إنه يجب الرد على مناهضي العهدة الرابعة والتصدي لهم فايسبوكيا، حيث لم يمر على التعليمة ساعات، حتى انتشرت وبقوة صفحات موالية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تتحدث عن مسيرة 15 عاما من الإنجازات، وما قدمه بوتفليقة للوطن والجزائريين، غير أن البعض من الموالين والمتحمسين لبوتفليقة، نشروا تعليقات تحولت ضدهم، على أبرزها تعليق أحد مناضلي جبهة التحرير الوطني والذي كتب على صفتحه، "..ارتفع سعر البترول وتساقطت الأمطار، ولولا إيماني بأن الرسالة ختمت لقلت إن بوتفليقة نبي الله"!!! هذا التعليق تم تداوله بسرعة، وأوقع مناضلي الأفلان في مأزق، حيث جر معه مئات التعليقات المنددة والمستهزئة بمثل هذا النوع من الترهات. تعليق آخر أثار حفيظة مناهضي العهدة الرابعة، كتب صاحبه يقول: إن هؤلاء الذين خرجوا للعهدة الرابعة يجب أن نحرقهم، ويجب أن نحرق مليونا ونصف مليون مناهض للعهدة الرابعة". كما يتعرض قادة أعضاء ما أصبح يعرف بحركة "بركات" إلى موجة تشويه عنيفة، نال نصيبها الأكبر، أميرة بوراوي التي يتداول الفايسبوكيون لها مقطع فيديو تظهر فيه موالاتها "لكادنات الحب" وكثرت التعليقات حولها، يقول أحد المعلقين على الفيديو "إن هذه المرأة تدعو للانحلال الخلقي في مجتمع يجب احترام عاداته وتقاليده". ويروج آخرون أن دعاة حركة "بركات" محسوبون على تيار الأرسيدي، ويهدفون إلى ربيع عربي في الجزائر. حركة بركات.. نتعرض لحملة تشويه شرسة يقودها الأفلان من جهتها، تقول أميرة بوراوي الدكتورة الناشطة سياسيا، عضو حركة بركات إنهم يتعرضون لحملة تشويه شرسة يقودها "مناضلون في الأفلان، عجزوا عن تحقيق مطالب الشعب، فنزلوا لساحة الفايسبوك لتشويه سمعة أعضاء حركة بركات"، وتتهم أميرة بوراوي، تعليمة سعيداني لمناضليه باستهدافهم بخلق أكاذيب مفبركة، وفبركة فيديوهات، وخلق تعاليق سخفية، مؤكدة أنهم لا يملكون من الأدلة ما يدافعون به عن عهدة الرئيس الرابعة. الموالون للرئيس .. بوتفليقة أبو الجزائريين لا يجب أن تفبرك صوره من جهتهم، يرى الموالون لعهدة رئاسية رابعة أن بوتفليقة هو "أبو الجزائريين"، وبصفته رئيسا ورمزا للجزائر، لا يجب أن تفبرك صوره بمثل هذا التهويل الفايسبوكي، داعيين إلى التصدي للفبركة التي تشنها وسائل إعلام فرنسية على غرار "كنال بلوس" التي تبث في كل مرة فيديو للاستهزاء بالجزائريين، وليس إلى مساعدتهم على ترويج لمثل هذا النوع من الفيديوهات التي تشوه صورة الجزائر، مؤكدين أن "تشويه صورة الرئيس هي من تشويه صورة الجزائر".