يهدد أعضاء في اللجنة المركزية للأفلان بمقاطعة أشغال الدورة المزمع عقدها يومي 23 و24 جوان القادم، بحجة تمادي الأمين العام، عمار سعداني، في إحالة أعضاء في هذه الهيئة على لجنة الانضباط، لمنعهم من حضور الاجتماع، الذي يريد خصوم الأمين العام جعله موعدا للإطاحة به. دخل 14 عضوا في اللجنة المركزية للحزب العتيد في مشاورات، لبحث كيفية التعامل مع قرار إحالتهم على لجنة الانضباط للحزب من قبل الأمين العام، الذي أعد ملفات تتضمن المآخذ والتهم الموجهة لأعضاء في هذه الهيئة، بلغت إلى حد تهمة انتحال الصفة، على غرار ما حدث مع وزير النقل السابق، عمار تو، بدعوى الإصرار على اعتبار نفسه عضوا في المكتب السياسي للحزب، حتى بعد تنصيب سعداني أمينا عاما، وانتخاب قيادة جديدة عقب سحب الثقة من بلخادم . ووفق ما أكدته مصادر من اللجنة المركزية، فإن حالة التململ داخل الحزب بلغت أوجها، وأن هناك اتصالات لمقاطعة أشغال اللجنة المركزية، تضامنا مع الأعضاء الذين تم إحالتهم على لجنة الانضباط، وسط احتمالات أن يتم تغيير جدول أعمال الدورة، وجعله يقتصر على انتخاب أمين عام جديد بحجة شغور المنصب، بدل الجدول الذي حدده المكتب السياسي، والمتضمن تنصيب لجنة تحضير المؤتمر المقبل، ومناقشة مقترحات تعديل الدستور التي سيطرحها سعداني على مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحيى. ورفض العياشي دعدوعة عضو اللجنة المركزية، وواحد من بين 14 عضوا تمت إحالتهم على لجنة الانضباط، الكشف عما سيتخذونه من قرارات لمجابهة إجراءات الأمين العام، مكتفيا بالتأكيد على أنهم بصدد التشاور للخروج بموقف موحد، في حين اعتبر آخرون بأن إحالتهم على لجنة الانضباط في هذا الظرف بالذات، الغرض منه منعهم من حضور أشغال اللجنة المركزية، وبالتالي قطع الطريق أمام خصوم سعداني، الذين يريدون الإطاحة به، في ظل ظهور مساع أخرى لإعادة عبد العزيز بلخادم إلى منصب الأمين العام من جديد، ويعد العياشي دعدوعة من بين المدافعين عن هذا الخيار. وتعتبر مصادر من داخل الحزب، بأن استهداف عمار تو دون غيره من الوزراء الذين انتقدوا سعداني ورفضوا الاعتراف به، وطعنوا في شرعية المؤتمر المنعقد نهاية أوت الماضي، وهما رشيد حراوبية وزير التعليم العالي السابق، وعبد العزيز زياري وزير الصحة السابق، يحمل خلفيات عدة، بالنظر إلى المكانة التي يحظى بها وزير النقل السابق داخل الحزب والتأييد الذي يتمتع به بين المناضلون، وتعتقد ذات المصادر بأن "تو" يعد في نظر أعضاء في اللجنة المركزية، من بين أهم البدائل المطروحة لخلافة سعداني، جراء إخفاق هذا الأخير في تحقيق آمال وطموحات الحزب العتيد، بتمكينه من احتلال مواقع ريادية في مؤسسات الدولة بصفتهه حزب الأغلبية، وكذا في تجسيد مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تريدها السلطة على طريقتها.
ويظهر أن إحساس القيادة بتنامي حالة الغضب تجاهها، جعلها تسارع إلى اتخاذ إجراءات احترازية تحسبا للجنة المركزية المقبلة، خشية من أن تؤول إلى نفس مآل الدورة التي سقط فيها بلخادم، فقد تم توزيع وثائق تبرئة الذمة على أعضاء اللجنة المركزية، لتأكيد ولائهم لسعداني، وتبرئة ذمتهم من استدعاء الدورة الطارئة للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد، وهو المسعى الذي يقوده عبد الرحمان بلعياط، في حين أكد عضو المكتب السياسي للحزب "مصطفة معزوزي" بأن الأعضاء الذين تمت إحالتهم على لجنة الانضباط هم غير معنيين بحضور دورة اللجنة المركزية المقبلة، قائلا بأنهم ينتظرون تقرير لجنة الانضباط التي لها آجال قانونية، قبل أن يتخذ إجراء تجميد العضوية في حق هؤلاء، في وقت يطمح جناج من اللجنة المركزية الذين يعملون بالتنسيق مع بلعياط، في الحصول على ترخيص الإدارة لعقد دورة طارئة للجنة المركزية، مصرين على أنهم جمعوا 257 توقيع.