تتنازع حركة حمس وجبهة التغيير وحركة البناء شخصية محفوظ نحناح، التي تعد المرجعية بالنسبة للأحزاب الثلاثة، رغم انقسامها إلى تشكيلات تريد أن يكون لها موضعا في الساحة السياسية، وهي تصر على اعتبار نحناح عامل جمع، في وقت ما تزال جهود الوحدة بين الإخوة الفرقاء تبارح مكانها. تنظم جبهة التغيير اليوم ملتقى المرحوم الشيخ نحناح، مؤسس حركة مجتمع السلم، تحت شعار"المنهج التوافقي في مدرسة الشيخ محفوظ نحناح" بولاية بومرداس، بحضور شخصيات قيادية من حمس وحركة البناء، وقد استبقت قيادة حمس المناسبة بتنظيم مأدبة عشاء أول أمس على شرف قياديي الحزب وإطاراته، وشخصيات قيادية في جبهة التغيير وحركة البناء، اللتين انشقتا عن الحركة الأم، فضلا عن إقامة احتفاليات أخرى، أرادها المنظمون أن تكون في مستوى المناسبة، ويعد الشيخ نحناح القاسم المشترك ما بين الحركات الثلاثة، رغم ما يظهر من اختلاف وتباين في بعض المواقف، وما يزال المرحوم يشكل الرافد الذي يلتقي عنده من انخرطوا معه بالأمس لتأسيس حركة الإخوان بالجزائر، وفي هذا السياق ينفي رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة في اتصال مع الشروق، وجود أي تنازل على شخصية نحناح، لأنه المرجع والمؤسس، قائلا بأن الأحزاب الثلاثة لا تتنازع على شخصية نحناح، لأنه أكبر من الحزب الذي أسسه، ولا أحد يحتكر اسمه، معتقدا بأن تعدد الأنشطة لإحياء الذكرى الحادية عشر لوفاته، وأمر جد إيجابي يدل على مكانة الرجل، "وهو يؤكد أيضا على أن ما يجمعنا كأحزاب أكثر مما يفرقنا"، ويبين أيضا بأن الأمل في الوحدة ما يزال قائما، لكنه يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود، التي ما تزال متواصلة، رغم عدم الوصول بعد إلى المحطة الأساسية، لكن العملية متواصلة وهي تسير ببطء. ويؤكد مناصرة بأن مشاركة حزبه في المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور لا تشكل عائقا أمام مساعي الوحدة، بدعوى أن الاختلاف في بعض المواقف لا يطرح إشكالا، لأنه ليس خلافا بشأن قضايا جوهرية، كما أن حزبه لم ينكر على الذين لم يشاركوا، لأنه اختلاف تقديري لا يضر بالوحدة، مؤكدا توجيه الدعوة إلى قياديين في حمس وحركة البناء للمشاركة في ملتقى اليوم، قائلا:"نحن إخوة ومهما كان فإن التقارب موجود، ونحن نعمل على التنسيق والوحدة"، ويتقاسم رئيس حركة حمس عبد الرزاق مقري مع مناصرة هذا الموقف، وقد أظهر في تصريح للشروق استعدادا لإعادة جمع صفوف الحركة، معترفا بأن ما عاش الحزب في السنوات الأخيرة "هو قدر ومحزن"، غير أن العبرة بالعمل، موضحا بأن كافة قيادات التغيير والبناء حضرت التظاهرة التي نظمها حزبه. ويرى مقري بأن الذكرى الحادية عشر لوفاة نحناح بيّنت مدى التقارب بين أبناء حمس التي أسسها الشيخ، مستدلا بالوفد الكبير الذي لبى دعوة حزبه، سواء من جبهة التغيير أو حركة البناء الوطني، وبخصوص تعثر جهود الوحدة التي انطلقت منذ أكثر من سنة بين حمس وجبهة التغيير، يرى مقري بأن النتيجة ستتحقق لكن بالصبر والعمل المتواصل، والمهم هو أن تبنى الأرضية على المودة والتعاون لأنه هو الأساس، معتقدا بأن لا أثر للخلاف، "لأن أكبر انشغالنا وأحاسيسنا موجهة إلى قضايا البلد"، لذلك فإن كل طرف يعمل ما يستطيع من خير للتقارب، ودعا من جهته عبد الرحمان سعيدي الرئيس السابق لمجلس الشورى لحركة حمس بأن تخصص الدولة للشيخ نحناح يوما، باعتباره من الشخصيات الوطنية، وأن يعقد له ملتقى، بحجة أن ما قدمه للإسلام والجزائر كاف لتخليده في جميع المناسبات، معتبرا بأن المرحوم ليس حكرا على أي حزب أو حركة.