اختلف منتسبون للفيس المحل في تقييم خطاب مدير الدّيوان بالرئاسة المكلّف بمشاورات مناقشة مسودّة تعديل الدّستور أحمد أويحيى، ففي وقت انتقدها الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة علي بن حاج والقيادي السابق الهاشمي سحنوني ورحّب بها الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ مدني مزراق. عبّر الهاشمي سحنوني عن صدمته من تصريحات أويحيى بعدم عودة الفيس، مؤكّدا أنّها "لا تخدم لا السلطة ولا الشعب"، وذلك لما "تحمله من تثبيط للعزائم"، وإلا "كيف يتحدّث النّظام عن الحرّيات السياسية، ثمّ يمنع فئات من حقوقها"، موجّها خطابه للسلطة بأنّه إذا أرادوا تمرير الدّستور بما يخدمهم فقط ولم تكن المشاورات إلا ديكورا فإنّهم بذلك "يخدعون فقط أنفسهم ولن يخدعوا الشعب"، كما شدّد سحنوني على أنّ ما صرّح به أويحيى لا يعبّر حتّى على "أدنى تطلّعاتهم التي حملها للسلطة باعتباره شخصية وطنية"، ليصنّف إقصاء الفيس المحل كمحاولة من أطراف في السلطة "لإرضاء الغرب وفرنسا وأمريكا التي لا تريد بروز التيّار الإسلامي في الجزائر". من جانبه، انتقد الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة علي بن حاج ما جاء على لسان أويحيى قائلا بأنّ "الجبهة الإسلامية للإنقاذ حزب معتمد شعبيا ولا عبرة بلاءات السلطة الثلاثة"، إلا أنّه تأسّف لعدم وجود جواب على سؤال إن كان المقصود بعدم عودة الفيس "الإسم أم شخصياته"، وذلك حسبه لعدم قيام الصحفيين بسؤاله في شأن ذلك أثناء الندوة، مؤكّدا أنّه إن كان القصد فقط التسمية فالأمر سيكون للأمر حديثه، أمّا إن كان الأمر متعلّقا بمنع قيادات وإطارات الفيس المحل من العمل السياسي فهو حسب بن حاج أمر مخالف للشرع الذي يوجب المشاركة في العمل السياسي وللدّستور الذي ينصّ على ضمان الحرّيات العامّة وللمواثيق الدّولية. ورحّب الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ سابقا مدني مزراق للشروق بتصريحات أحمد أويحيى، مؤكّدا بأنّه "تكلّم بشجاعة ولأول مرّة يعترف بدور الأيياس في استتباب الأمن والسلم"، مهوّنا من حديث أويحيى بعدم عودة الفيس، ذلك أنّ الجميع حسبه متفق على عدم عودته "بصورته القديمة"، خاصّة بعد تأكيد دستور 1995 على منع تأسيس أحزاب على أساس ديني أو جهوي، وبرّر مزراق ما جاء على لسان أويحيى بأنّ ذلك راجع لحديثه "باسم الدولة التي يوجد فيها من لا يتوقّف فقط عند عدم عودة الفيس، بل يريد عقابه"، ما جعل أويحيى حسب مزراق "يتعذّب من أجل توضيح أنّه استدعاه كشخصية وطنية"، مصنّفا ما قاله ب"الخطوة الصحيحة لتحقيق المصالحة"، كما أعاد التأكيد على مؤتمر قريب للفيس يشارك فيه حمّوش والضاوي وسحنوني وبن حاج- كما قال- إلا من أبى، ذلك أنّه لا أحد يمكنه منع رجال وإطارات الفيس من العمل السياسي.