وصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، المؤتمر العاشر للحزب أنه "حدث سياسي هام" ستمارس فيه المسؤولية من دون أنانية، وفضل المتحدث أن يرافع لصالح الرئيس بوتفليقة والدفاع عن الجيش والمؤسسات الأمنية في محاربتها للإرهاب، كما انتهز الفرصة ليقدم ما عدَّه "تقدما وانتشارا" تحقق للحزب أثناء فترة قيادته. من دون مفاجآت تذكر، التأمت اللجنة المركزية للحزب قبل ساعات من المؤتمر العاشر الذي سيعقد اليوم بالقاعة البيضاوية، وكما كان منتظرا "تغيب" خصوم القيادة الحالية عن الاجتماع الذي اختار له الحزب مركب 5 جويلية الأولمبي، للحيلولة دون وصول المناوئين، كما فُرضت إجراءات أمنية احترازية، سواء بتكثيف الحواجز الأمنية أو الانتشار الكثير لعناصر الشرطة عند مدخل الملعب، إضافة إلى العشرات من الشبان مفتولي العضلات في زوايا المركب وداخل القاعة. وخلال الاجتماع الذي حضره 239 مركزيّ وتكليف 11 زملاء له، غاب بلخادم وبلعياط وبورزام وقوجيل ويحياوي والوزراء السابقون كحال تو وحراوبية وزياري، والحال نفسه مع عضو المكتب السياسي علي مرابط. ونقلت مصادر للشروق أن المعني قد قدم استقالته، وكل الأسماء السابقة تمت المناداة عليها أمام الملأ، وسجل خلال الاجتماع عودة عبد الحميد سي عفيف بعد فترة من التردد في اختيار الصف الذي يقف إلى جانبه؛ هل بلخادم أم سعداني، وبالمقابل سُجل حضور وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، وكان دخولهما جنبا إلى جنب، فيما وصل القاعة قي وقت سابق الوزير الآخر للحزب الطاهر خاوة، ولم يٌشاهَد عبد القادر مساهل أو السفير عبد القادر حجار. وفي كلمة مقتضبة فضل فيها سعداني أن لا يخرج عن النص المكتوب، وتحدث مدافعا عن الرئيس بوتفليقة، قائلا "برنامج الرئيس بوتفليقة اخرج البلاد من براثن التخلف، ودفع بها إلى الرقي، ونهج المصالحة الذي قاده الرئيس جنبنا ويلات الربيع العربي"، وتابع "الأفلان يدرك أن الشعب الجزائري يكن لرئيسه أسمى آيات الاحترام، لأنه يقدر الرجال ويتمسك بالأوفياء، فالرئيس وعد ووفّى، وعهد وصدق"، وزاد على ذلك "الرئيس يحمل حصيلة إنجازات يفتخر بها الجزائريون". وتفادى سعداني الخوض في مشاكل الحزب أو حتى الإشارة إلى خصومه، وراح يقدم ما يراه نتائجَ تحققت للحزب، في فترة مسؤوليته، ومن ذلك قوله "حققنا انتشارا كبيرا لدى الجزائريين، وأعطينا ديناميكية كبيرة، وأقمنا علاقات خارجية قوية". وقبل ذلك، قضت المحكمة الإدارية لبئر مراد رايس في الدعوى التي تقدم بها الجناح المناوئ للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، بشأن شرعية انعقاد المؤتمر العاشر، وأكدت المحكمة على شرعية المؤتمر، ما يعني أن مؤتمر الأفلان العاشر سينعقد في وقته المحدد بداية من اليوم الخميس وإلى غاية السبت.
مقترحات تنتظر الترسيم ضمن القانون الأساسي للحزب العودة للتسميات القديمة.. ومنع سحب الثقة من الأمين العام طيلة العهدة نقلت مصادر مطلعة ل"الشروق"، أن من بين المقترحات المرشح إدخالها القانون الأساسي للحزب، التي سيتم مناقشتها خلال أيام عمر المؤتمر العاشر للحزب بداية من اليوم، إلغاء "آلية سحب الثقة من الأمين العام" طيلة فترة تسييره من قبل اللجنة المركزية، وهذا لقطع الطريق أمام خصوم الأمين العام الجديد للحزب والذي سيعرف خلال هذا المؤتمر. ومن المقترحات التي سيناقشها المندوبون ال 3500، العودة للتسميات القديمة والتي اعتُمدت خلال المؤتمر الثامن وألغيت في المؤتمر التاسع، ومن ذلك أمانة الهيئة التنفيذية ويرتقب أن يكون عدد أعضائها 50 شخصا، ومكتب الأمانة التنفيذية بعدد لا يتجاوز 7 أعضاء، مع الإبقاء على تسمية اللجنة المركزية، لكن برفع تعدادها، إلى أكثر من 400 عضو، على أن يختار الأمين من القائمة الوطنية كوطة للشباب تضم 30 شخصا وأخرى للنساء في حدود 40، وتعد هذه النقطة مثار تخوف كبير ب"الحرس القديم". كما أكدت نفس المصادر الإبقاء على منصب "الرئيس الشرفي للحزب" والذي سيُقترح من قبل أعضاء اللجنة المركزية.