قدم رئيس الحكومة الأسبق، سيد أحمد غزالي، تشريحا شاملا للوضع بالبلاد، مقدما الأسباب التي يرى أنها حالت دون تسجيل تطور حضاري، ومواكبة التطورات البشرية الحاصلة، ويعتقد أن الإحصائيات الإيجابية لتطور التنمية البشرية وعدد الطلبة والتلاميذ الذي بلغ 1.5 مليون طالب بعد أن كان 500 طالب غداة الاستقلال، و8.5 ملايين تلميذ بعد أن كانوا 300 ألف تلميذ، لم تصاحبه مواكبة حضارية وتطور في الحالة الاجتماعية، متسائلا عن مكمن الخلل، الذي قال إن سببه السلبيات التي يأتي في مقدمتها عدم شرعية المؤسسات، معتبرا أن الحل يكمن في تغيير النظام بطرق سلمية حضارية بعيدا عن العنف من خلال دور النخب في إحداث وعي حقيقي في وسط الجماهير وتحسيسهم بمدى خطورة ممارسات نظام الحكم ومآلاته على مستقبل أبنائنا ومستقبل الأمة الجزائرية. وجاء في مداخلة غزالي حول دور النخب في التحول الديمقراطي، في إطار مداخلات أشغال اليوم الثاني لفعاليات الجامعة الصيفية لحركة النهضة التي حضرها 800 مشارك، المنعقدة بجيجل، أنه ورغم الجهود المبذولة لم تسجل نتائج إيجابية، بسبب عدم شرعية المؤسسات . وطرح في السياق مدى شرعية السلطة السياسية التي قال إنها تمارس الوصاية الجبرية، وغياب الرؤية الاستراتيجية لنظام الحكم للتسيير، وفرض نظم تسييرية خاطئة جنت ويلات اقتصادية وسياسية واجتماعية على الشعب الجزائري، وأثرت في وتيرة مواكبة تطورات البشرية الحاصلة في الأمم، يقول رئيس الحكومة، مضيفا أن السبب الآخر هو احتقار نظام الحكم للشعب الجزائري، واعتباره شعبا قاصرا وممارسة الوصاية عليه، واعتبار أن الشعب في خدمة الحاكم، بحسبه، وليس العكس، وذلك من خلال الممارسات التي أثبتتها الشواهد اليومية بعيدا عن التصريحات. وأبرز غزالي في معرض مداخلته أن عدم رد الاعتبار للجميع بالحق في التنمية الشاملة والمستدامة والتوازن ولد حالة الاحتقان الاجتماعي وتفكك جدار الثقة، كما أن أحد أسباب عدم التطور بشريا أيضا عدم احترام القوانين من قبل السلطة والنظام نفسه وخرق الدستور، و"بالتالي خرق إرادة الأمة من خلال تكريس التزوير وعدم المحاسبة عليه ونهب الثروات المالية والباطنية باسم القانون وخارج القانون"، طبقا لقوله، أضف إلى ذلك عدم تحمل المسؤولية السياسية أو التقنية، مشيرا إلى أن الجزائر هي البلد الذي لا يحاسب فيه المسؤول عما يفعل ولا يساءل عما لا يفعل، وهو أمر تولد عنه حالة التسيب وتجاوز قرارات الدولة وقوانينها مع وجود حماية فوقية، يضيف غزالي. واعتبر المتحدث ذاته أن النظام يتصرف في الجزائر كآلة لقضاء مآربه ومصالحه ولا يهمه شيء آخر لا الشعب الجزائري ولا مصالحة ولا سيادته ولا تنمية البلد وتطوره ولا قيمه ومورثه الحضاري هو نظرته إلى الجزائر دولة وشعبا وأمة نظرة أداة وآلة لقضاء مآربه ليس إلا.
من جانبه، قال الناقد السياسي الأستاذ أزرقي فراد إن النظام السياسي صنع حواجز وهمية بين نخب المعارضة للحكم طيلة 53 سنة، مشيرا إلى أن ما تعيشه الساحة السياسية دروشة سياسية بلا معرفة ولا تجربة وتكلم عن مفهوم النخبة اصطلاحا وقال كلمة النخبة هي مصطلح غربي بينما عندنا نحن المسلمين المصطلح هو الصفوة.