توقع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أن يفرج الرئيس بوتفليقة عن مسودة تعديل الدستور شهر جانفي المقبل، أين سيتولى الآفلان – حسبه - باعتباره حزب الأغلبية البرلمانية، حق تعيين الحكومة بحكم الأغلبية التي يحوزها. ويتزامن الموعد الذي قدمه سعداني مع الاجتماع المصغر الذي عقده الرئيس بوتفليقة، قبل أيام مع كبار مسؤولي الدولة لبحث تعديل الدستور. واستقبل عمار سعداني، أمس، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، سامسون غويدي مانتاشي، الذي عبر "عن قناعته في أن تأخذ الصحراء الغربية حريتها واستقلالها، وأن الاتجاه لابد أن يسير في القارة، وتابع "عندما تحدثنا مع جبهة البوليزاريو أفهمناهم أننا كنا مستفيدين من الدعم والمساندة الدولية خاصة وأننا من أقدم الأحزاب التي قادت حركات التحرر الاستعماري". ويعكس تصريح السياسي الجنوب إفريقي فحوى اللقاء الذي جمعه مع أمين الآفلان، خاصة وأن تصريحات عمار سعداني بشأن الملف الصحراوي أثارت جدلا، وفهمها المغرب أنها بداية تخلي الجزائر عن الشعب الصحراوي، وهو ما كلف الرئيس بوتفليقة إستقبال نظيره الصحراوي والتأكيد على "الدعم اللامشروط لكفاح الشعب الصحراوي من أجل سيادته واستقلاله.."، كما سارت مجلة الجيش لعدد ديسمبر في نفس طرح الرئيس وعبرت عن دعمها للقصية الصحراوية. بالمقابل، دعا الأمين العام للأفلان، إلى تطوير العلاقات بين الجزائر وجنوب إفريقيا، معتبرا أنه يتوجب على الأحزاب الكبيرة والرائدة في إفريقيا أن تناقش المسائل المشتركة بالنظر إلى المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتقها في استكمال مسيرة زعماء كمنديلا وبوتفليقة وأنه لابد من بناء قطبين جديدين وفق سياسيات تكون في صالح القارة الإفريقية التي تحتاج الكثير..على حد تعبيره". وأكد سعداني بأن الصراع القائم بإفريقيا يثبت عودة الاستعمار إليها من خلال التنظيمات الإرهابية الموجودة فيها، مشيرا إلى أن الآفلان مستعد لربط العلاقة على هذه الأسس، خاصة وأن القارة متأخرة في جميع المجالات ولابد من معالجة الوضع بصورة جيوستراتيجية، ورافع سعداني في أحقية البلدان الإفريقية في أن تكون عضوا في الأممالمتحدة، ومجلس الأمن". وفي الشأن الحزبي أفاد الأمين العام للأفلان أن مبادرته لدعم الرئيس بوتفليقة لم تفشل، بل العيب في تاريخ الأحزاب السياسية منذ الاستقلال التي أثبتت أنه لا يمكنها أن تجتمع على طاولة واحدة بسبب ضعف كوادرها وأنه على الجميع تحمل مسؤولياته والعمل في اتجاه الحوار.