وجهت قوات الجيش رسالة واضحة وصريحة للإرهابيين في الشهر الفضيل من خلال العملية العسكرية التي شهدتها جبال "الرواكش" والتي تعتبر الأضخم منذ العشرية الحمراء، والتي أسفرت عن القضاء على 18 إرهابيا وتوقيف 4 آخرين، واسترجاع كمية معتبرة من الأسلحة والذخيرة الحربية ومعدات التفجير وأحزمة ناسفة. خلصت حصيلة العملية التي قادتها قوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة الرواكش بولاية المدية منذ 8 جوان الجاري، حسب ما كشفت عنه وزارة الدفاع أمس في بيان لها تسلمت "الشروق" نسخة منه، إلى القضاء على 18 إرهابيا وإلقاء القبض على 4 آخرين، واسترجاع 20 مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف وبندقيتين نصف آليتين من نوع سيمونوف ومدفع هاون عيار 60 ملم مع 10 مقذوفات ورشاش عيار 12,7 ملم وبندقية مضخية و4 قذائف RPG-2 وكمية ضخمة من الذخيرة من مختلف العيارات بالإضافة إلى23 مخزن ذخيرة و20 قنبلة يدوية و3 أحزمة ناسفة ومعدات تفجير و7 نظارات ميدان و23 هاتفا نقالا. كما مكّنت عملية تحديد هوية المجرمين ال6 الآخرين الذين تم القضاء عليهم مساء يوم أمس الأول بنفس المنطقة، من التعرف على كل من "ح. محيي الدين" المدعو موسى و"م. بوعلام" المدعو أبو سفيان و"ب.الحاج" المدعو سامورة و"ع. قويدر" المدعو أبو محسن و"ب. إبراهيم" المدعو أبو عقيل و"ب. العياشي" المدعو أسامة. تحرك قوات الجيش حسب ما كشفت عنه مصادر "الشروق" جاء نتيجة عمل استعلاماتي دقيق بدأ بتوقيف شخصين من خلية الدعم والإسناد، واستغلالا للمعلومات تم تحديد معقل المجموعة الإرهابية المستهدفة الواقع داخل غابة "الرواكش" قرب بلديتي بعطة وبوشراحيل بولاية المدية، وعلى هذا الأساس تم إشراك وحدات الجيش العاملة في القطاعات العملياتية لولايات البويرة، عين الدفلى، بومرداسوالبليدة وكذا القوات الخاصة، إلى جانب تسخير عتاد عسكري ضخم لهذه العملية. وأسرت مصادرنا أنه قبل بداية الهجوم تم تطويق مكان تواجد العناصر الإرهابية وسد كل المنافذ المؤدية إلى المناطق المجاورة، كما أن العملية اعتمدت على عنصر المباغتة شرع في التخطيط لها منذ تفكيك إحدى جماعة الدعم والإسناد، كما أكدت المصادر ذاتها أن العناصر الإرهابية المستهدفة لم تبرح الأدغال الغابية والجبلية الشاسعة بالمنطقة منذ سنة 1993، غير أن العناصر الإرهابية حولت المكان إلى قاعدة خلفية للعناصر الإرهابية، حيث يعودون إليها بمجرد أن ينفذوا عملياتهم الإجرامية في بعض المناطق المجاورة على غرار البويرة، تيزي وزو، البليدة، عين الدفلى والمدية. وحسب بيان وزارة الدفاع الوطني فإن تحييد هذه الجماعة الإرهابية، يعتبر ثمرة التدريب والتكوين الجيد والانضباط والتقيد الصارم بتعليمات وتوجيهات القيادة العليا، لاسيما خلال مختلف اللقاءات التي تجمعها بالإطارات والمستخدمين عبر النواحي العسكرية، وسيزيد حتما من إصرار وعزيمة قوات الجيش الوطني الشعبي على تكثيف مثل هذه العمليات النوعية والقضاء على ما تبقى من هذه العصابات الإجرامية. وفي السياق يرى اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن الجيش سيبقى "السيف البتار الذي يقطع أعناق أعداء الجزائر" وقال في تصريح ل"الشروق" أن العمليات المتتالية التي قامت بها وحدات الجيش مؤخرا والتي نجحت في القضاء على عدد كبير من الإرهابيين وتوقيف وتحييد آخرين في ظرف قياسي تعتبر رسالة واضحة وصريحة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الجزائريين. كما تأتي هذه العمليات النوعية، يضيف مجاهد لتؤكد مجددا على الاستعداد والجاهزية الدائمة لقواتنا من اجل دحض مخططات الارهابين والمجرمين والمهربين، رغم ما تعيشه المناطق المجاورة من انفلات أمني إلا أن قواتنا المرابطة في الحدود نجحت في إحباط مخططات إجرامية كانت تستهدف الجزائر والجزائريين، وجنبت البلاد عمليات إرهابية خطيرة، خاصة في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان، مما يؤكد عزيمة الجيش وإصراره على مطاردة فلول الإرهابيين، وتجفيف منابعهم، وقالوا كلمتهم بتجربتهم الرائدة وخبرتهم الميدانية في مجابهة كل من تسول له نفسه ضرب استقرار البلاد.