قبل سنوات قليلة فقط تعالت الأصوات من كل حدب وصوب تطالب بفتح قطاع السمعي البصري أمام الخواص .. واستمرت في "الصياح" من دون هوادة رافعة شعارات كثيرة تدين "الغلق" و"احتكار" التلفزيون العمومي. بدورهم استبشر المنتجون والمخرجون خيرا وأطلقوا العنان لأحلامهم "المكبوتة" وأعطوا وعودا ووعودا حتى تخيلنا أن أعمالا درامية وتاريخية ودينية ستعيد للجزائر تالقها الفني والثقافي بعد قرار "الانفتاح".. ولكن هيهات .. رفع الستار عن عرض مسرحي هزيل جدا أبطاله مخرجون ومنتجون منفذون "فاشلون" لطالما أتقنوا فن النواح ولطالما علقوا فشلهم على شماعة "مبنى شارع الشهداء". كنا كلما حاورناهم أو استضفناهم في ندوات "الشروق" نتعاطف معهم وننصفهم بمقالاتنا الناقدة للتلفزيون الجزائري. تعود نفس الأسماء سنويا من خلال "الشبكة الرمضانية" لتكرس للرداءة بمفهومها الواسع..تسيطر على سوق الإنتاج بمجموعة أعمال "دون المستوى" فرقتها على عدد من القنوات الخاصة لتحصيل "ملايير" بالمقابل. الأكيد أن هؤلاء لا تهمهم سمعتهم في السوق ولا رد فعل المشاهد ولا نسبة المشاهدة .. ما يهم "البقارة" هو عدد الأصفار في الشيك الذي يحصلون عليه من أصحاب القنوات الخاصة التي وضعت فيهم كل الثقة وراهنت على إنتاجاتهم وأعطتهم فرصة لقاء المشاهد.. ولهذا نتفهم اليوم "مزاجية" مديرية الإنتاج في "اليتيمة" عندما كانت تتعامل مع منتجين منفذين معينين من دون غيرهم أو عندما ترفض لجنة القراءة عددا من السيناريوهات "غير الصالحة للاستغلال".. اذكر أن اتحاد المنتجين الجزائريين ثار ضد حمراوي حبيب شوقي الذي كان يومها مديرا للتلفزيون الجزائري .. وأبدع أعضاؤه في إلقاء خطابات تعبئة تستنكر "الاحتكار و"الشللية".. نفس الأسماء تتكرر سنويا وتكرر مسلسلات سطحية ومترهلة ! فهل من المعقول أن نستسلم لاحتكار هؤلاء قطاع السمعي البصري في رمضان 2017 !؟