اندلعت مواجهات طاحنة، الثلاثاء، بين عرشين كبيرين في بلدية الجزار بولاية باتنة، استعملت فيها الأسلحة البيضاء من هراوات وعصي وخناجر، مما أسفر عن سقوط 3 جرحى. واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن هذه الأحداث الدامية جاءت كتحصيل حاصل لخلافات طفت إلى السطح قبل نحو شهر، وأخذت في التأجج والتفاقم من يوم لآخر، حيث أحدثت عملية هدم نصب تذكاري يتربع على مساحة تقدر بنحو 40 مترا مربعا فتنة كبيرة بين العرشين، وكانت عائلة تنتمي إلى أحد العرشين قد قامت بهدم النصب بعد حصولها على قرار إداري يخول لها ذلك على اعتبار وجوده في أرضية تملكها، رغم أنه شيد منذ أكثر من عقدين من الزمن، وتحججت العائلة في قرار الهدم باتخاذه ملاذا من طرف المنحرفين لشرب الخمور وممارسة الرذائل، فضلا عن عدم وجود أية وثائق تثبت تقديمه من طرف المالك الأصلي كهبة للمصالح العمومية، مما حدا بورثته إلى التصرف فيه. وقد لاقت هذه العملية معارضة قوية من طرف مجاهدين وأبناء شهداء من العرش الآخر، على اعتبار أنهم أبلغوا بأن المكان ملك للدولة ولا يمكن لأحد التصرف فيه، وتوسع الأمر ليشمل باقي أبناء العرش وتحولت القضية إلى خلافات بين عرشين. واستغل بعض المجاهدين المعارضين فرصة قيام والي ولاية باتنة بزيارة إلى بلدية الجزار قبل 3 أيام، وقرروا طرح المشكل عليه، غير أنهم منعوا من طرف العرش الآخر، وأثناء عملية تدشين سوق للخضر والفواكه، أراد أحدهم أن يتكلم مع الوالي، وبمجرد أن حاول التقدم منه حتى تفاجأ بيد تخنقه وأخرى تكمم فمه، ووقع نفس الشيء مع شخص آخر، فتحول الأمر إلى اشتباكات، لكن سرعان ما تم احتواؤها، لكنها كانت سببا في تأجيج نار الفتنة، حيث تجددت الاشتباكات أمس الأول بعد الإفطار مباشرة، واستعملت الهراوات والخناجر، وانتهت بإصابة شقيقين وأحد أقاربهما بجروح، وتتراوح أعمارهم بين العشرينيات والثلاثينيات، وكانت إصابة اثنين منهم خطيرة، وقد نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. واللافت أن المتورطين في هذا الشجار ذوي سمعة في العرشين. وعلمت جريدة "الشروق اليومي" بأن أعيان العرشين والمنطقة ككل يسابقون الزمن في إيجاد حل للخلافات وإطفاء نار الفتنة خصوصا وأنها برزت خلال شهر الرحمة، حيث توجد رغبة لدى كل من المتنازعين في تجاوز الخلافات ودفنها إلى الأبد.