كشف الديوان الوطني للأرصاد الجوية، الجمعة، عن موجة حرّ ستشمل ثلاث ولايات جنوبي الجزائر، وتصل إلى 48 درجة على مدار اليومين المقبلين، بالتزامن، توقع خبراء ل "الشروق أون لاين" أن تشهد "الصمائم الكبرى" اعتبارا من ال 24 جويلية الجاري احترارا استثنائيا في عموم الجزائر. في نشرية خاصة أصدرها الديوان المذكور، أفيد أنّ ولايات "أدرار"، "تمنراست" (تحديدا منطقة عين صالح)، و"بشار" (محورها الجنوبي) ستطالها درجات حرارة مرتفعة تقترب من الخمسين، وسيستمر هذا الوضع الجمعة والسبت، على أن تنخفض الحرارة تدريجيا بحر الأسبوع الداخل. ومرّت الجزائر في مستهلّ وأواخر شهر رمضان المنقضي بموجة حرّ استثنائية تخطت عتبة الأربعين في كثير من ولايات البلاد، ما صعّب من مهمّة الفئات الهشة كالرُضع والمتقدمين في السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وتشابهت أجواء الولايات الساحلية كما نظيراتها البعيدة بعدما بلغت معدلات الرطوبة مؤشرات غير محتملة مصحوبة بكتل هوائية حارة، في وقت كانت المناطق الداخلية المغلقة كعين الدفلى والبليدة والمدية والشلف الأكثر تضررا، تماما مثل صحاري أدرار، تمنراست وورقلة، علما أنّ درجة الحرارة وصلت في بعض المدن إلى حدود 47 درجة في منطقة الظلّ، كما هو حال منطقة عين صالح الجنوبية التي كانت على موعد في الثاني أوت 2002 مع حرارة قياسية بلغت 62 درجة آنذاك. في غضون ذلك، توقّع د/ "لوط بوناطيرو" الخبير في علم الفلك وتقنيات الفضاء، أن تكون الصمائم الصغرى (انطلقت في الثالث جويلية الجاري وستستمر 20 يوما)، متوازنة، بيد أنّه رجّح احترارا أكبر في الصمائم الكبرى المرتقبة بعد ستة عشرة يوما، ما يشكّل إيذانا ببلوغ الحرارة مستويات مرتفعة للغاية سيما في أوت الداخل. وفي تصريح ل "الشروق أون لاين"، أشار "بوناطيرو" إلى أنّ ما يحدث يندرج ضمن الدورة الشمسية الجديدة، وتابع: "من الطبيعي أن تحتدم الحرارة ليس في هذه السنة فحسب بل أيضا في الأعوام الثلاثة التي ستعقبها، أين سيغدو المناخ جافا، ولن يقتصر الأمر على الجزائر فحسب بل يمس دولا كثيرة، ولن يستغرق أشهر جوان، جويلية، أوت، بل سيمتد إلى شهري سبتمبر وأكتوبر". ويشير بوناطيرو أنّ الصمائم الكبرى ستقترن برياح السيروكو الحارة، في وقت سيكون النشاط الشمسي ثابتا، لكن يتوجب التزام الحيطة والحذر، وتجنب البقاء تحت أشعة الشمس في أوقات الصباح والزوال، خصوصا بالنسبة للشرائح الهشة، وينصح الفلكي الجزائري بتناول المياه بكثرة، على نحو يُقلل من أضرار الحرارة. وردا عما إذا كانت "الأزمة الحرارية" ستشعل "أزمة زلزالية"، رفض بوناطيرو الجزم بذلك، موضحا: "هناك ارتباط بين الحرارة والزلازل، لكن هناك جملة مؤشرات متداخلة، والأمر لا يتعلق بنشاط الشمس فحسب". وشرح بوناطيرو أنّ الشمس لها نفحات ودورات قصيرة وأخرى طويلة المدى بحسب النشاط النووي للشمس الذي قد تمتد إلى حدود الخمسمائة والألف سنة، مثلما قد ينحصر في فترة لا تتجاوز الأحد عشر سنة، التي نعيشها حاليا، ويذهب المختص في علم الفلك وتقنيات الفضاء، إلى نفي ما يُشاع بأنّ ما يحدث ناجم عن تغيرات المناخ، بل تفسّر بتغيرات الفلك، ملاحظا أنّه مع انطلاق العام 2010، ازداد النشاط النووي للشمس ودشّن بذلك دورة جديدة بعد خمس سنوات من انخفاض النشاط الشمسي. ولفت بوناطيرو إلى أنّ الشمس ستصنع (احترارا) أكبر لكامل المجموعة الشمسية وعلى وجه الخصوص الكوكب الأرضي، مستطردا: "مثلما امتدّ فصل الشتاء في الجزائر إلى غاية شهر جوان من العام الجاري، فإنّ ذلك سيؤدي أيضا لامتداد فصل الصيف إلى شهر أكتوبر القادم. وفيما يشدّد الأكاديمي الجزائري مجددا على التأكيد بأنّ الأمر يتعلق بدورات فلكية وليس مناخية، يذهب إلى حصر مجموعة انعكاسات لموجة الحرّ الحالية في الجزائر، وهي ستطال بمنظوره الطبيعة، من جانب اندلاع حرائق الغابات بشكل مكثف، ليس في الجزائر فقط، بل في مجموع الدول والمناطق الساخنة.