توالت انتكاسات المغرب الدبلوماسية في الفترة الأخيرة، سواء على المستوى المغاربي أو الإفريقي، أو على المستوى العالمي، وتؤكد كل المعطيات والشواهد في المحافل الدولية أن "المخزن" صار معزولا نتيجة لمحاولة تمرُّده على الشرعية الدولية، التي تتيح للشعب الصحراوي الاستقلال. آخر نكسة تعرَّض لها المغرب، كانت في مجلس الأمن الدولي، والذي دعا إلى استئناف المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب من أجل الوصول إلى تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وصرح رئيس مجلس الأمن كورو بيسو أن "أعضاء مجلس الأمن أبرزوا أهمية بعث المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب للتوصل إلى حل سياسي يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره". وجاء تدخل كورو بيسو ممثل اليابان الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال لقاء صحفي عقب اللقاء التقييمي الذي عقده هرفي لدسوس الأمين العام المساعد المكلف بعمليات حفظ السلم حول بعثة المينورسو، مساء الثلاثاء، وعن سؤال حول ما إذا تطرق المجلس إلى الرسالة التي وجهتها له يوم الجمعة جبهة البوليساريو والتي يحثه فيها الطرف الصحراوي على تبني مقاربة استعجالية من أجل الاستئناف الفوري للمفاوضات أكد نفس المسؤول أن "أعضاء هذا الجهاز الأممي أبرزوا أهمية بعث هذا المسار السياسي"، وأضاف أن أعضاء المجلس أجمعوا على ضرورة استئناف المحادثات والمشاورات للتوصل إلى حل يضمن تقرير مصير الشعب الصحراوي. وقد ندّدت جبهة البوليزاريو في رسالتها بالعوائق التي يضعها المغرب أمام المسار الأممي من خلال عرقلة انعقاد الجولة الخامسة للمفاوضات رغم أنها متضمنة في القرار 2285 (2016) الذي يمدد عهدة المينورسو. وقبل 24 ساعة فقط، فضح الاتحاد الإفريقي، المناورة المغربية، والتي زعم فيها بوجود ملتمس من 28 دولة افريقية خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة برواندا، لطرد البوليزاريو، ودعوة صريحة من طرفهم لعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. ونفت مفوضية الاتحاد الإفريقي في بيان لها، أن تكون المملكة المغربية حضرت أو خاطبت مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي ال27 الذي عقد بالعاصمة الرواندية كيغالي يومي 17 و18 جويلية الجاري، وأوضحت المفوضية، أن مسألة طلب المغرب الانضمام إلى منظمة الاتحاد الإفريقي لم تكن نقطة في على جدول أعمال القمة ولا موضوع نقاش أثناء مجريات مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الأخير، إلا أن الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، رئيس جمهورية التشاد إدريس ديبي، يضيف البيان، قد أطلع رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، انكوسازانا دلاميني زوما، على أنه تلقى رسالة من ملك المغرب محمد السادس، متعلقة بنيّة المغرب في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي. وأكد المصدر "تودُّ مفوضية الاتحاد الإفريقي التذكير بأن القانون التأسيسي للاتحاد لا يحتوي على أي بند ينص على طرد أيِّ دولة عضو في الاتحاد" ما يعني أن حديث المغرب عن مسعى لطرد الجمهورية الصحراوية مسألة "عارية من الصحة". ولم يكن حال المغرب أحسن خلال انعقاد القمة العربية، بنواكشوط، حيث انتصرت نواكشوط للصحراويين، عندما قامت بوضع ملصقات وتوزيع شعارات على الوفود المشاركة في القمة تظهر خريطة المملكة المغربية دون الصحراء الغربية. ووضعت السلطات الموريتانية لافتاتٍ في شوارع العاصمة نواكشوط، وبقرب مقر انعقاد القمة العربية، كُتب عليها "موريتانيا أرض المنارة والرباط تحتضن الأشقاء العرب"، ووضع في وسط هذه اللافتات صورة لشعار جامعة الدول العربية وحوله خرائط وأعلام الدول المشاركة، حيث تظهر خريطة المغرب مبتورة من الصحراء الغربية. وذكرت مصادر إعلامية، أن تضمين موريتانيا لخارطة المغرب من دون الصحراء الغربية، قد شكل صدمة للوفد المغربى المشارِك في القمة، وأن السفارة المغربية بنواكشوط أبرقت للخارجية بما حدث، معتبرة الخطوة الموريتانية بأنها "استفزاز للمملكة وانحياز للصحراء الغربية".