في جو مأساوي يشوبه الحزن، اقتفت "الشروق"، الأحد، آثار المرحومة نهال بروضة الأطفال "البسملة"، التي كنت ترتادها، يوميات الطفلة المغدورة، بمعية مديرة الروضة ومعلمتها، اللتين أكدتا أن الضحية كانت مؤدبة جدا وحافظة للقرآن الكريم، ومحبة للعبة "الغميضة" مع صديقاتها، ومشاهدة الرسوم المتحركة "توم وجيري". رائحة الفقيدة "نهال" ما تزال تعبّق بأرجاء روضة "البسملة" الواقعة على بعد أمتار من مقر سكناها بحي الكميل في وهران. حيث شهد لها الجميع بحسن التربية والهدوء رغم صغر سنها، إذ كنت متميزة بين قريناتها بالأدب وحفظ القرآن الكريم. وكانت "نهال" تحبذ الجلوس في الطاولة الثانية من الجهة اليسرى للقسم، أين كانت تتعلم اللغة العربية والأناشيد الدينية الحساب والقرآن الكريم، فبرعت في كل هذه الأمور، قبل أن تتوجه إلى منزل أقربائها بتيزي وزو، من دون عودة، ما خلف فراغا كبيرا لدى كل من عرفها صغيرا وكبيرا. مديرة الروضة السيدة "ب. شهزاد" روت ل"الشروق"، أنه بسن الثانية ونصف ربيعا، ولجت "نهال" الروضة، أين كانت تجد صعوبة في الحديث مع البقية من الأطفال لأنها لم تكن تتكلم سوى الأمازيغية. وبعد مدة قصيرة من الاختلاط، أضحت تتحسن في اللهجة العامية واللغة العربية، لتنفتح الأمور أمامها وتتحول للعب مع الأطفال، حيث أن أول الجمل التي تعلمت قولها كانت "السلام عليكم". وهو الأمر الذي فرحت له والدتها كثيرا، خاصة بعد انقطاع الضحية فترة من الزمن عن الروضة، قبل العودة إليها بسن الثالثة، إلى أن وقعت الفاجعة. فيما، أفادت معلمة "نهال"، أن الأخيرة بعد اندماجها مع بقية الأطفال وتعلم اللغة العربية، أخذت تتحدث إلى الجميع والكل الذي كان يحبها، ومن ثم بدأت تمارس النشاطات بصفة عادية جدا. وتقول أيضا، أنها كانت تشتهر بهدوئها وأدبها، عدا عن أنها كانت حافظة لعدة سور من القرآن الكريم أبزرها سورة "الفاتحة"، وحبها للعبة "الغميضة" فترة الاستراحة. "ميسا" وهي الطفلة الصغيرة التي كانت صديقة مقربة لنهال وتلعب معها، قالت إن صديقتها العزيزة كانت تحب مشاهدة الرسوم المتحركة معها وخاصة توم وجيري، من دون أن تخفي مشاعر الخوف و الرعب، حيال ما حصل لزميلتها. وأمام بشاعة ما حدث للطفلة "نهال"، أبدى جميع من في روضة "البسملة" ثأثره الشديد بالواقعة التي هزت قلبوهم وباقي المواطنين من كل الأعمار، الذين توافدوا بالعشرات على منزلها بحي الكميل لتقديم العزاء والمساندة، كرد فعل ومحاولة التخفيف عن المصاب الجلل للعائلة