يدقّ مختصون اجتماعيون وأئمة ناقوس الخطر، بشأن انتشار ظاهرة الشجارات بين العائلات المتصاهرة والتي تتسبب في مقتل أفراد من العائلتين، ففي ظرف أقل من شهرين تفاجأ الشارع الجزائري بثلاثة شجارات أُزهقت فيها أرواح 7 مواطنين لأتفه الأسباب، وهو دليل على تمزق العلاقة بين الأقارب والعائلات المُتصاهرة، لأسباب مختلفة. فبولاية سعيدة، خلّف شجار بين عائلتين متصاهرتين استعملت فيه بندقية، هلاك الشاب "ز. بومدين" البالغ 23 سنة، ووفاة شقيقته الطفلة "ز.نسرين" 6 سنوات بسكتة قلبية بسبب الهلع، وتعرّض شقيقه "علي" 21 سنة، وقريب لهما يدعى "حمزة " 55 سنة لجروح خطيرة، والجاني هو صهر الضحايا في الأربعينات من العمر. وقبلها بأسبوع شجار بين عائلتين مُتصاهرتين، في مدينة الرمشي بولاية تلمسان، خلّف مقتل 3 أشخاص، حيث أقدم الجاني 27 سنة على طعن زوج أخته البالغ من العمر 32 سنة بآلة حادة، وبمجرد وفاة الأخير سارع 4 من إخوة القتيل نحو مسكن أصهارهم للانتقام. حيث قتلوا أحد أقارب العائلة البالغ من العمر 29 سنة، وشخصا آخر يبلغ من العمر 42 سنة، كما أصيب شخص رابع يبلغ من العمر 30 سنة بجروح، ولولا التدخل السريع لقوات الشرطة التي أرسلت دعما فوريا إلى عين المكان لحصلت مجزرة. وبسيدي موسى بالعاصمة، أقدم شرطي يبلغ 50 سنة على إنهاء حياة صهريْه "شقيقا زوجته" ب 7 رصاصات من سلاحه الناري، إثر خلاف عائلي. وفي الموضوع، يؤكد الأئمة، أنه من الحِكم الشرعية للزواج في الإسلام تقوية الصلات بين العائلات والقبائل، فأصل المشاكل يعود إلى غياب الرحمة بين العائلات وعدم المعاشرة بالمعروف، و- حسبهم- العلاقة الطيبة بين الزوجين وتربيتهما الصحيحة للأطفال تخلق المودة والرحمة والآمان، "ولكي تستقر علاقة الزوجين، يجب أن يحترم كل طرف أهل وأقارب الطرف الآخر ويرعاه". لكن الواقع المعيش حاليا أن كل طرف يسعى للانفصال عن عائلة وأقارب الطرف الثاني، بل ويحرض أولاده ضدهم وكأنهم أعداء، فتوجد زوجات يتحدثن في أعراض شقيقات الزوج ويذكرن والدته بسوء، ويُسئن معاملة والده، فينتقم الزوج بمنع زوجته من زيارة أسرتها ويسيء إليهم، فينشأ أولادهما وسط جو مشحون بالكراهية والحقد ضد أبناء الأعمام والأخوال يصل حتى قطع صلة الرحم. وللنساء دور كبير في حدوث الخلافات وتطورها إلى الأسوأ، وبمجرد حدوث سوء تفاهم بسيط بين العائلتين، يخرج الحقد المدفون للعلن وتندلع المعارك. وفي الإسلام، الزوج مطالب ببرّ والدي زوجته، كما يبرّ والديه، والشيء نفسه للزوجة، ومن أعظم العقوق أن يستمع الرجل إلى زوجته وهي تغتاب والدته، فيساندها بإهماله أمّه فلا يسأل عنها، ولا يجلس معها. كما ينصح علماء الاجتماع الزوجين، بتعلم فنون التودّد من الأقارب، ومنها الحديث بدبلوماسية وعدم التحيز لطرف على الآخر، كتابة جدول للزيارات العائلية ولو مرة أسبوعيا أو شهريا، افتعال المناسبات لتأليف القلوب، تقديم الهدايا ولو رمزية. ويؤكد المختصون أن الزوجة التي تحاول إبعاد زوجها عن أهله، وكذلك الزوج الذي يحرم زوجته من رؤية أهلها، يحكمان على حياتهما الزوجية بالفشل مهما بلغت درجة المودّة بينهما.