كيف لا نخيف الموساد ومعه دولة الاحتلال الصهيوني ومن ورائهما أمريكا والغرب كله، ونحن لدينا رئيس حزب مثل نعيمة صالحي التي تقول عن نفسها إنها أقوى امرأة في الجزائر، وأنها رفعت التّحدي وقادت الشّباب من النّساء والرّجال وجعلت منهم قوة سياسية يعترف بها الصديق والعدو! كيف لا نخيف الموساد ولدينا رئيس حزب مثل عبد الرزاق مقري الذي تحدّى العالم أجمع وداس على علم إسرائيل أمام مدخل مقر حزبه، ويقول إنّ دولة أجنبية معروفة بفجورها في الخصومة تموّل التعليقات ضده في الفيسبوك، بينما هو في الواقع يقود بقايا حزب عصفت به الانقسامات وكادت تلغيه من الخارطة السياسية! كيف لا نخيف إسرائيل ولدينا أحزاب موالاة تعمل بلا برامج ولا توجهات سياسية، وكل ما تقوم به هو إعطاء البعد الشعبي لقرارات السّلطة وتسهل مرورها عبر الهيئات المنتخبة بلا نقاش جاد ولا تعديل! كيف لا نخيف الموساد ولدينا "ترس" من التّعاونيات الحزبية التي يرتفع ضجيجها كلما قرب موعد انتخابي، وما أن تُعلن النتائج وتُقسم "كوطة" المناصب في المجالس المنتخبة حتى تعود هذه الكائنات إلى سباتها الخماسي العميق الذي لا ينهيه إلا استدعاء آخر للهيئة الناخبة! كيف لا نخيف إسرائيل ولدينا معارضة لا تستطيع أن تحرّك ساكنا اللهمّ إلا لقاء بروتوكوليا مرة كل عامين لتقديم ديكور أمام الإعلام العالمي بوجود معارضة لا تتفق مع خيارات السّلطة الحاكمة في البلاد. كيف لا نخيف الموساد وجامعاتنا ما شاء الله عليها، تحقّق المراتب الأولى في الرّداءة والتّزوير والسّرقات العلمية، وتخرّج الملايين من البطالين الذين يهدّدون الكيان الصّهيوني بالزّوال عبر المغامرة بأرواحهم للمرور إلى الضّفة الشمالية للبحر المتوسط بحثا عن لقمة العيش! كيف لا نخيف الموساد ونحن نصنع الفشل في كل المجالات، ثم نتنمّر ونصنع لأنفسنا بطولات وهمية، ونكاد نصدّقها، لدرجة الاعتقاد بأنّ العالم كله يتربّص بنا وأن الموساد يخاف من أصغر حزب من بين سبعين تشكيلة سياسية في البلاد. معارك دونكيشوتية يخوضها البعض دون أن يدركوا أنهم أصبحوا مضحكة كبيرة في واقعنا التعيس الذي جعل الأعداء يُشفِقون علينا لا يخافون منا!!