شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي بإقامة جدار إسمنتي ضخم على طول الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني بتكلفة وصلت نحو 500 مليون دولار أمريكي، بحسب وسائل إعلام عبرية. وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، إن جيش الاحتلال "بدأ بإقامة الجدار الذي يتوقع أن يكلف ملياري شيكل (أكثر من 500 مليون دولار) وسيتكون من عدة طبقات تحت وفوق الأرض بهدف وقف تهديد الأنفاق التي تقيمها حماس أسفل الحدود". ولم يحدد موقع الصحيفة، التوقيت الذي بدأت فيه أعمال البناء، ولكنه نشر صوراً لآليات حفر كبيرة على الحدود مع غزة. وقال الموقع: بدأ البناء بالقرب من المستوطنات الإسرائيلية التي تعتبر قريبة من الحدود مع غزة، موضحاً: "من الممكن مشاهدة أعمال بناء ضخمة بالقرب من بلدة شعار النقب". ولفت إلى أن رئيس أركان الجيش غادي ايزنكوت، وصف المشروع بأنه "الأكبر في تاريخ الجيش الإسرائيلي". وكانت "يديعوت"، واسعة الانتشار، قالت الشهر الماضي، إن وزارة الدفاع الإسرائيلية نشرت عطاءات لأعمال حفر وبناء للجدار الجديد بطول 60 كيلومتراً ليحيط بقطاع غزة بالكامل. ولم تحدد الفترة الزمنية التي سيستغرقها إقامة الجدار، الذي سيمتد ارتفاعه لعدة مترات أسفل الأرض وفوقها. ولفتت إلى أن الجدار سيتضمن مجسات متطورة يكون بإمكانها الكشف عن عمليات حفر قريبة، دون توضيح ماهيتها. وكشفت أن شركات أجنبية رفضت المشاركة في إقامة هذا الجدار لأسباب سياسية كونه يقام على أراض فلسطينية محتلة بموجب القانون الدولي. ويأتي الجدار في إطار جهود تبذلها سلطات الاحتلال للقضاء على أنفاق تحفرها الفصائل الفلسطينية المسلحة قرب حدود قطاع غزة، غير أن مراقبين يرون أن فصائل المقاومة لن تستسلم بسهولة لهذا المخطط الإسرائيلي وستبذل جهوداً كبيرة من أجل الحفاظ على شبكة الأنفاق التي تعد بمثابة "كنزها الإستراتيجي".