ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى بدأ يشاهد خلال الفترة الأخيرة أنشطة عسكرية واسعة لخلايا مسلحة فى شبه جزيرة سيناء تشمل عدد من الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرة إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ليس لديها معلومات استخباراتية كافية على الخلايا التى تعمل فى سيناء وتأتى من مناطق أخرى غير غزة. كما زعمت الصحيفة العبرية أن الجيش الإسرائيلى قد حدد مؤخراً وجود اتجاه ل"أسلمه" سيناء تقودها الحركات السلفية فى مصر من جعل سيناء قاعدة تنطلق منها الهجمات ضد إسرائيل، وأن هذا الاتجاه السلفى يؤثر فى شباب بدو سيناء، موضحة أن ذلك يتجلى فى تقديم المعونة التى تحتاجها الخلايا المسلحة من أجل مساعدتها لدوافع أيدلوجية دون تقديم أى مقابل لهم. حيث أشارت يديعوت إلى أن الشباب من البدو يجنون مكاسب طائلة من عمليات التهريب التى تحصل فى سيناء، سواء كانت عبر قطاع غزة أو غيرها من المناطق، كما أنه يجرى بينهم وبين القوات المصرية تبادل لإطلاق النار بشكل شبه يومى والتى على إثرها أصيب أكثر من 20 ضابطا خلال الشهرين الماضيين، على حد قولها. من جهة أكدت الصحيفة العبرية أن الجيش الإسرائيلى يواجه أيضا مشكلة التسلل على الحدود مع مصر، وأن معظم المتسللين يصل إلى إسرائيل عبر "اريتريا"، حيث يدفعوا لمهربى سيناء رسوما قدرها 300 دولار إلى 3000 دولار، وفقا لمعطيات الجيش الإسرائيلى. حيث أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجدار الذى يتم بناؤه على طول الحدود المصرية قد نجح فى منع محاولات التسلل، حيث شهدت الأشهر الأخيرة انخفاضا فى عدد المتسللين الذين يصلون مباشرة إلى الجدار. وكانت قد وضعت إسرائيل أنظمة رادار متطورة للغاية تحمل مجسات كثيرة تتيح كشف ومراقبة والتحكم بعمق عدة كيلومترات فى سيناء على طول الطريق رقم 12 المتاخم للحدود المصرية الإسرائيلية، بما فى المناطق التى كان يصعب تأمينها بسبب طبيعتها الطوبوغرافية بالقرب من حدود مصر، لكشف أى مجموعات مسلحة تنوى القيام بعمل مسلح ضد إسرائيل. وتم نصب وسائل دفاعية على طول الطريق، حيث أقيم جدار ضخم، تزيد الأسلاك الشائكة من عرضه ويصل ارتفاعه إلى 7 أمتار، إضافة إلى حفر قناة لمنع عبور السيارات، وأعمدة وأبراج تحمل هوائيات وآلات تصوير. وانتهت إسرائيل من بناء 95 كيلو مترا من الجدار الفاصل بينها وبين مصر من أصل 240 كيلو مترا، هى طول الحدود بين البلدين، ومن المتوقع أن يتم إنجاز 100 كيلو متر نهاية الأسبوع المقبل.