استغل الكثير من أهل الخير بباتنة، موعد حلول عيد الأضحى المبارك، لتكريس العديد من مظاهر التكافل والتعاون في مدن وقرى عاصمة الأوراس، وهذا بغية مساعدة جيرانهم المحتاجين على اقتناء الأضاحي وقضاء مناسبة العيد في أجواء من الفرحة والارتياح. وأوضح العديد من الناشطين في إنجاح عملية اقتناء أضاحي العيد لفائدة الفقراء والمحتاجين، خلال حديثهم مع "الشروق"، بأن المواطنين ما يزالون مولعين بحب الخير ومساعدة المحتاجين، وهو الأمر الذي عرفته مختلف القرى والأحياء الشعبية والمجمعات السكنية، بناء على التقاليد التي حافظت عليها خلال السنوات الخيرة، حيث حرصوا على جمع تبرعات المحسنين، وفق إمكانات كل شخص، للمساهمة في مساعدة الجيران المحتاجين على اقتناء أضحية العيد، وبالمرة تكريس مقولة "الأقربون أولى بالمعروف"، وكذا تجسيد شعار "جميع سكان الحي يجب أن يقضوا عيد الأضحى المبارك في أجواء مريحة ومرحة"، ففي المدينة الجديدة حملة 1 تم تشكيل لجان من أهل الثقة، وتخصيص تبرعات شخصية في حدود 2000 دينار للفرد الواحد، وبعد جمع المبالغ المطلوبة يتم التوجه إلى الأسواق الكبرى لاقتناء الخرفان وكباش العيد، والكلام ينطبق على المجمع السكني حملة 2 و3، وأحياء كشيدة وبوعقال و1200 مسكن وبارك أفوراج وحي الشهداء، وغيرهما من أحياء مدينة، باتنة، ناهيك عن المظاهر نفسها المكرسة من طرف المحسنين في مختلف قرى وبلديات عاصمة الأوراس، في ظل التشجيع على التكافل وفعل الخير. وقد لقيت هذه المبادرات استحسانا وسط أئمة مساجد باتنة، حيث تطرق البعض إليها بكثير من الإشادة والتنويه، واجتهدوا في تقديم مقترحات لجموع المصلين تصب في هذا الجانب، بغية الحث على مساعدة المحتاجين من جيرانهم ومقربيهم على قضاء العيد في ظروف مقبولة، واعتبر بعض الأئمة بأن المساعدة بالمال لاقتناء الأضاحي يعد بديلا مهما عن التصدق بلحم الأضحية. وفي السياق ذاته، خلفت هذه المبادرات ردود أفعال ايجابية وسط الفقراء والمحتاجين الذين شكروا كل من فكّر فيهم، ووقف إلى جانبهم بفعل الخير ومد يد العون، بشكل يعكس مظاهر التكافل والود التي تميز المواطنين في مثل هذه المناسبات الدينية والإنسانية.