كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مفاجأة كبرى، حين نشرت معلومات تتعلق بدفع شركات الحلوى والسكريات مبالغ مالية للعلماء مقابل إخفاء معلومات عن خطورة السكر باعتباره أحد المسببات الأساسية لأمراض القلب. وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المعلومات التي وردت في الوثائق والمستندات الخاصة بجامعة "هارفارد" تثبت أن الباحثين في "هارفارد" تلقوا مبلغا من المال يعادل حوالي 50 ألف دولار مقابل إخفاء معلومات ذات طابع متكامل عن خطورة السكر باعتباره أحد أسباب أمراض القلب، إذ ذكروا بدلا من ذلك في البحث الذي نشرته دورية "نيو إنغلاند جورنال" أن الدهون هى المحرك الرئيس لأمراض القلب . وأزاح العلماء بذلك أصابع الاتهام عن السكريات ووجهوها إلى الدهون المشبعة والكوليسترول، وهو المعتقد الذي بدأ ينتشر في الستينيات من القرن الماضى وظل شائعا حتى اليوم. وبدأت الصفقة في الستينيات -وفقا لنيويورك تايمز- إذ كانت شركات الأغذية وكل الشركات بوجه عام تحارب من أجل إضفاء الشرعية على منتجاتها من خلال تلميعها بالإعلانات وشراء الأبحاث التى تظهرها باعتبارها "آمنة وجذابة" . ووفقا للوثائق ففى عام 1964 اجتمعت رابطة مصنعي السكريات وقررت أثناء الاجتماع بدء حملة من أجل تلميع منتجاتها التى يعد السكر مكونها الأساسي، وقد اعتمدت الحملة بالأساس على دفع مبالغ مالية ضخمة . وفى البحث الذي نشره هؤلاء الباحثون فى دورية "نيو إنغلاند جورنال" قالوا: لا يوجد أي ضرر من السكريات فيما يتعلق بأمراض القلب، الخطورة كلها تنبع من الدهون التي يمكن اعتبارها السبب الأوحد لأمراض القلب. ولا تبدو تلك المحاولة الأولى ولن تكون الأخيرة من قبل الشركات التي تصنع منتجاتها من السكر فوفقا لنيويورك تايمز حاولت شركة "كوكاكولا" كثيرا فى هذا الاتجاه لإشاعة رأى عام متعاطف مع السكريات وهو الأمر الذى يبدو منطقيا لكونها تعتمد على السكر فى مشروباتها الغازية كما أن شركات الحلوى دفعت هى الأخرى مبالغ مالية من أجل نشر مقالات وأبحاث تدعى أن الأكفال الذي يقدمون على شراء الحلويات أقل عرضة للسمنة.