شهد شاطئ سيدي مجدوب بولاية مستغانم خلال اليومين الماضيين، تدفّق كميّات معتبرة من المياه القذرة والمستعملة المحمّلة بدماء الأضاحي ومخلّفات الذبح والسلخ، حيث تدفّقت هذه القاذورات عبر قنوات تصبّ مباشرة في الشاطئ الذي يتواجد تحت مجمّعات سكنية. لاحظ سكّان المنطقة تغيّر لون مياه البحر من الأزرق إلى الأحمر، وظنّوا أنّ ذلك ظاهرة إيكولوجية غريبة، حيث استنفر عدد كبير من السكّان لملاحظة هذه الظاهرة والاستفسار عنها، لكن وبعد تحرّي الأمر تبيّن أنّ المياه المصحوبة بدماء الماشية ومخلّفات الذبح والسلخ قد تدفّقت على مستوى الشاطئ عن طريق قنوات تصبّ في واد ومن ثمّ نحو الشاطئ، وتسبّبت كثرتها في تغيير لون مساحة واسعة من مياه البحر، وجرّاء هذه السلوكات اللامسؤولة دقّت جمعية شاطئ سيدي مجدوب ناقوس الخطر مجدّدا، وإعتبرت أنّ ذلك يعدّ تجاوزا خطيرا في حقّ البيئة وعلى مستوى أحد أجمل الشواطئ بالولاية وأكثرها ارتيادا من قبل سكّان المدينة تحديدا نظرا لقربه من المجمّعات السكنية. مع العلم أنّ بعض الأشخاص ما يزالون يتردّدون على الشواطئ لغرض السباحة بسبب ارتفاع درجات الحرارة لا سيما يومي العيد، ويهدّد تدفّق المياه القذرة في البحر صحّتهم كما يهدّد الكائنات البحرية بالنفوق، على غرار عدّة حالات لدلافين وسلاحف وأسماك رمت بها أمواج البحر ميّتة خلال الأشهر الأخيرة، فضلا عن إنبعاث روائح كريهة من مصدر تدفّق المياه القذرة التي تصبّ في البحر، وقد تمّ توجيه عدّة نداءات للمصالح المعنية بالولاية والتي وعدت بحلّ هذا الإشكال نهائيا وإعادة تهيئة الشاطئ وردّ الإعتبار له، إلاّ أنّ نفس الوضعية ما تزال قائمة وسط استياء كبير.