بعد مُعاناة طويلة، أقعده خلالها المرض على كرسي متحرك، رحل عنا ، الخميس، مخرج المنوعات الفكاهية المعروف نور الدين تيفورة (في العقد السابع من العمر)، بعد ما أثرى أرشيف التلفزيون الجزائري بعشرات الأعمال والحصص التلفزيونية الناجحة، أشهرها "ابتسامة" و"عايلة هايلة" و"دغدغة" وغيرها الكثير. وكان آخر ظهور "علني" للمخرج الكبير، خلال فرح حفيدته الذي أحيته الفنانة نعيمة عبابسة، أين ظهر -لأول مرة- وهو مُقعد على كرسي متحرك، حيث عانى "تيفورة" من شلل على مدار أكثر من خمس سنوات نتيجة جلطة دماغية. بدأ المخرج نور الدين تيفورة مشواره في المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، كمساعد مصوّر، خلال ستينيات القرن الماضي، رفقة الجيل الذهبي لكبار مصوري التلفزة الوطنية على غرار: يوسف صحراوي ومحمد عايش وسعيد بوغلاس وغيرهم، ثم تدرج ليصبح مديرا للتصوير، قبل أن يخرج برنامج "صباحيات" في عصره الذهبي، حين كانت تقدمه المنشطة المعروفة عفيفة معّلم، أي قبل خروجه من أستوديوهات شارع الشهداء إلى مؤسسة ENPA بساحة أول ماي. اشتهر "تيفورة" بإخراجه للمنوعات الفكاهية، حيث تبقى حصة "ابتسامة" بمثابة الحصة الأشهر في مشواره، بعد ما تداول على تنشيطها العديد من الوجوه التلفزيونية مثل الفكاهي محمد بسّام والوجه المحبوب مراد زيروني الذي نشّطها تحت عنوان "ابتسامة رأس السنة" و"ابتسامة العيد"، وصولا للمنشط سفيان داني الذي قدمها بين عامي 97 و98، وكانت بمثابة أول حصة تلفزيونية يقدمها بعد اشتهاره من خلال تقديم الحصة الإذاعية الشهيرة "توب البهجة". لا يعرف الكثيرون، أن "تيفورة" منح للعديد من الوجوه الفكاهية فرصة الظهور، حين كان الوقوف أمام عدسته في زمن "القناة الواحدة" فرصة ومنحة لا تقدم إلا للمحظوظين، فقدم صالح أوقروت من خلال أغنيته الشهيرة "جا الما نوض تعمّر"، كما ساهم في تقديم الفكاهيين: لخضر بوخرص وكمال بوعكاز عبر العديد من "السكاتشات"" والحصص على غرار "دغدغة" و"زينة القعدة" و"هاجو لفكار"، كما أخرج الحصة الشهيرة "عايلة هايلة" للمنشط جلال شندالي.. فكان بحق مخرج المنوعات الفكاهية الأول، قبل أن يُقعده المرض ويُبعده نهائيا عن الإخراج رحمه الله.