ضرب وادي مزي هذه المرة بعنف على مستوى بعض المناطق بولاية الأغواط بعاصمة الولاية، فقد بلغت السيول مستوى لم يعرفه الوادي منذ عقود، مسجلا بذلك خسائر مادية معتبرة قدرها والي الأغواط محمد فردي في تصريح للشروق ب5 ملايير دينار، حيث تسببت السيول القوية القادمة من عدة ولايات في سقوط جسر سيدي حكوم الربط بين حي برج السنوسي ووسط مدينة الأغواط وهو جسر كان قد دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2005. السيول أيضا تسببت في سقوط جسور ثانوية أخرى حسب ذات المصدر ببعض البلديات، كما غمرت منطقة خط الواد على مسافة 400 متر، مسببة خسائر لبعض المواطنين دون تسجيل خسائر بشرية، وأفادت مصادر للشروق أن منطقة تاونزة وغابق وبرج السنوسي أيضا قد غمرتها سيول المياه مسببة خسائر في المحاصيل والأراضي الفلاحية، حيث قام السبت سكان من برج السنوسي بغلق الطريق بمدخل الأغواط بمنطقة المريغة لمطالبة الجهات الوصية بتفقد أحوالهم. وقد حال تجند مختلف الأسلاك بالولاية حسب والي الأغواط دائما دون وقوع الكارثة، فقد انتشرت وحدات الحماية المدنية حسب المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية وليد نقموش على المسافة الممتدة بين بلدات تاجموت والأغواط وقصر الحيران وتم إجلاء العشرات من المواطنين في عمليات مختلفة منها عائلات تم إيواؤها بيت الشباب المعمورة فيما نصبت خيام لمن بقوا يحرسون ماشيتهم على منطقة المرجة بمدخل مدينة الأغواط. أما فيما يخص إعلان المنطقة منطقة منكوبة فهو إجراء يرى والي الأغواط أنه إجراء حكومي يتطلب شروطا معينة تقدرها الحكومة، وستشرع مصالحه في إعداد بطاقات فنية للخسائر من أجل تسجيلها والقيام بالترميمات في أقرب وقت، كما ستدرس عملية إزالة الأتربة من الوادي التي يرى بعض المتتبعين أنها كانت من أسباب ارتفاع منسوب المياه.
إنقاذ 54 شخصا وشفط المياه من عشرات المساكن وفي السياق ذاته، تمكنت مصالح الحماية المدنية بولاية الأغواط في اليومين الأخيرين من إنقاذ 54 شخصا بمناطق متفرقة من ولاية الأغواط بسبب السيول الجارفة التي حاصرت بعض ساكنة المناطق الريفية والحضرية كما حدث مع سكان الجهة المتاخمة لوادي مزي بمدينة الأغواط خاصة وغيرهم من مستعملي الطريق. كما قام أعوانها من جهة أخرى بامتصاص مياه الأمطار من 15 منزلا بينهم 12 بعاصمة الولاية وحدها. في وقت غمرت فيه سيول الجمعة عشرات المنازل عبر أنحاء متفرقة من الولاية. وفي ذلك ساعدت صبيحة الجمعة، الوحدة الثانوية بآفلو شمال الولاية، على سحب حافلة صغيرة لنقل المسافرين، وإنقاذ 09 أشخاص كانوا على متنها في حالة صدمة. وبمساكن أحياء ذات المدينة تم امتصاص مياه الأمطار. وأما أعوان الوحدة الرئيسية، فقد تمكنوا من إنقاذ 05 أفراد من عائلة واحدة، تتراوح أعمارهم بين 13 و62 سنة، غمرت سيول وادي مزي منزلهم الواقع بالمكان المسمى خط الواد. ونفس الوحدة أنقذت 29 شخصا محاصرا بمياه الأمطار بمنطقة المرجى المحاذية لمجرى وادي مزي. وأعوان الوحدة الثانوية لقصر الحيران أنقذوا 08 أشخاص بالمكان المسمى قرية برج السنوسي كانوا محاصرين داخل منزل، أحدهم طاعن في السن يعاني ضيقا في التنفس، تم إجلاءه باتجاه مستشفى أحمد بن عجيلة. فيما أنقذت الوحدة الثانوية بسيدي مخلوف 03 أشخاص محاصرين بالمكان المسمى السليسلة. كما أنقذت الوحدة ذاتها ثلاث عائلات محاصرة داخل منازلها بقرية برج سنوسي. وامتص أعوان الوحدة الرئيسية، المياه من داخل 12 منزلا بحي القابو بالأغواط . وولدت الأمطار التي لم تعشها المنطقة منذ الاستقلال حسب بعض العارفين رعبا وهلعا كبيرين أدى ببعض السكان إلى قضاء ليال بيضاء خشية حدوث ما قد لا يحمد عقباه بعد أن فعلت السيول الجارفة فعلتها بعدد من مناطق الولاية وتسببت في انهيار جزئي لخمسة جسور، وجرف مساحات كبيرة من المستصلحات الفلاحية وغير ذلك من المخلفات الأخرى.