اختتمت سهرة الأربعاء، الدورة الثانية لمهرجان الفيلم المتوسطي في عنابة، بعد أسبوع من العروض السينمائية في فئتي الأفلام الطويلة والقصيرة، و كذا الأفلام الوثائقية، إلى جانب ورشات تكوينية في مختلف فنون السينما بتأطير مختصين من مهرجان قليبية التونسي. توّج فيلم المخرج الجزائري سالم إبراهيمي "الآن يمكنهم يأتوا" بجائزة العنّاب الذّهبي، فيما عادت جائزة أحسن سيناريو لفيلم "المحبوب، يا طير الطاير" لمخرجه هاني أبو أسعد من دولة فلسطين التي حصدت أيضا جائزة أفضل ممثلة عن دور الفنانة ميساء عبد الهادي في فيلم 3 آلاف ليلة، أما أحسن دور رجالي فناله الفنان الجزائري كاتب أمازيغ في أول أدواره التمثيلية على الإطلاق، بينما عادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الإيطالي "دستور" للمخرج ماركو سونتارلي. أما فئة الأفلام الوثائقية، فعادت الجائزة فيها للفيلم الجزائري "سمير في الغبار" لمخرجه محمد أوزين، فيما حصد المخرج الجامعي الشاب عبد الرحمن حراث من عنابة، جائزة الفيلم القصير، عن عمله "آسف" الذي شاركت في بطولته الفنانة القديرة بهية راشدي. وقد أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في كلمته على تحقيق المهرجان للنجاح المطلوب، انطلاقا من أهمية مدينة عنابة التي تمتلك تاريخا مهما يؤهلها لأن تكون قبلة لشعوب البحر المتوسط، منوها باحتضان أبناء المدينة وإطاراتها للمهرجان، ومتعهدا بأن تكون الطبعة الثالثة أقوى وأجمل وأفضل تنظيما، مع الشروع في ترميم قاعات للسينما. من جهته، قال رئيس لجنة التحكيم البلجيكي أندري سوتريك، رئيس مهرجان الحب في فالنسيا، إن المهرجان كان فضاء جميل للتلاقي والتسامح والتعبير الحر الذي يسمح يبتبادل الثقافات دون حدود مما يحدث تمازجا بين الثقافات، منوّها بمضامين الأفلام التي عبرت عن شعار الدورة "إنسانية الصورة ..صورة الإنسانية". جدير بالذكر أن حفل الاختتام شهد تكريم كل من أستاذ السينما الباحث الجامعي أحمد بجاوي والمخرج السينمائي أحمد راشدي، إلى جانب المنتجة الفرنسية الجزائرية ميشال غافراس وزوجها المخرج كوستا غافراس الذي أهدى الجزائر أول أوسكار في تاريخها عن فيلم "زاد ".
أصداء من ليلة الاختتام - قال المخرج سالم الإبراهيمي، أن فرحة التتويج في الجزائر كبيرة ومتميّزة، وأنّه كان متخوفا من ردة فعل الجمهور حيال الفيلم عند عرضه، غير أن امتلاء قاعة العرض بدّد مخاوفه، مؤكدا في تصريح "للشروق" أنه يحضر لعمل جديد سيكشف تفاصيله في الوقت المناسب، وأن اهتماماته ليست بعيدة أبدا عن قضايا الجزائر والعالم العربي الذي لا يعيش بعيدا عنه، كما أنه فخور بالطاقم الجزائري الذي عمل معه، وأنه مهتم بتصوير أفلامه في الجزائر. - عبّر الفنان كاتب أمازيغ عن فرحته ومفاجأته الكبيرة بنيله جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم المتوج بجائزة الدورة، مؤكدا في تصريح "للشروق" أنه نجح في تأدية الدور لأنه أحبه وأحس بعمقه، وأنه قد لا يمانع في تكرار التجربة إذا عرض عليه نص قوي يرى نفسه من خلاله. - لم يستلم أمازيغ جائزته بطريقة تقليدية، ولكنه ألهب قاعة عز الدين مجوبي من خلال مطالبته الجمهور بترديد كلمات أغنية مغربية تدعو الجماهير إلى المقاومة المستمرة والثورة، وهي الكلمات التي تجاوب معها الشباب بقوة ورددوها خلفه. - قال المخرج القدير أحمد راشدي في تصريح "للشروق" إن تتويج فيلم سالم الإبراهيمي كان مستحقا وميزته الأساسية أنه فيلم جزائري، رغم كل شيء، وأنه يجب دعم المخرجين الجزائريين أينما كانوا، مهما كانت اللغة التي قدموا بها أعمالهم، لأن السينما لغة عالمية . - عبر رئيس لجنة التحكيم البلجيكي أندي سوتريك، عن سعادته بتقاسم لحظات للفرح مع الفنانين الجزائريين على حد قوله، مؤكدا أنه سيحاول الحضور العام المقبل ليرى الانجازات التي ستتحقق وعلى رأسها فتح قاعات للسينما ودعم الشباب الهواة في مجال الأفلام القصيرة . - تفاعل الجمهور مع فوز فلسطين بجائزتي أحسن سيناريو عن فيلم هاني أبو أسعد، وجائزة أحسن ممثلة للفنانة ميساء عبد الهادي في فيلم 3 آلاف ليلة الذي يروي معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقد صفق الجمهور مطولا لفلسطين، الحاضرة الغائبة، حيث لم يتمكن هاني أبو أسعد من الحضور بسبب نفاذ صلاحية جواز سفره الفلسطيني، ورفضه للجواز الإسرائيلي.