شيّع بمقبرة قرية مازر، عشية الخميس، جثمان الطفل درياح أحمد ياسين، صاحب الست سنوات إلى مثواه، وشارك المئات من سكان القرية والمعزين، الذين قدموا من كل ربوع بلديات الولاية، في أجواء مهيبة، عائلة الطفل لحظات توديعه وسط تعزيزات أمنية مشددة. كانت جنازة أحمد ياسين "مؤلمة"، وشهدت إغماءات وسط أقارب الضحية، في حين لم يتمالك صغار وشباب وكهول القرية أنفسهم بالنظر لهول الحادثة، خاصة وأنها سابقة في تاريخ المنطقة عامة والقرية خاصة، إضافة إلى الأخلاق التي يتمتع بها الطفل أحمد ياسين وعائلته، ووالده مدرس القرآن، وسار جمع غفير في جنازة الطفل المغدور، مطالبين بالقصاص وإعدام قتلة البراءة. وكان قاضي التحقيق لبني عباس ببشار، قد أمر بعد الاستماع للأخوات الثلاثة والأخ وزوجته، وكذلك زوج إحدى البنات المتهمين في قضية اختطاف وقتل الطفل ياسين، بإيداعهم الحبس المؤقت، بعد ثبوت جريمة الاختطاف، واغتيال الطفل ياسين، ليحول المتهمون على سجن العبادلة، في انتظار استكمال مجريات التحقيق. ولا تزال الأبحاث جارية لتحديد هوية المشعوذ الهارب والقبض عليه، وعثرت كذلك مصالح الدرك على السلاح المستخدم في الجريمة بالوادي المحاذي لقرية مازر التابعة لبلدية إيقلي في بشار، وأبلغت الجهات القضائية بني عباس ببشار، صبيحة أول أمس، عائلة الطفل محمد ياسين درياح أن نتائج تشريح الجثة إيجابية، وأن تشريح الجثة بيّن أنها تعود للطفل ياسين ذو 6 سنوات المغتال ببشار، لتمنح رخصة استخراج الجثة من مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينة للعائلة لتشيع جنازة الطفل محمد ياسين. وتداول أهالي قرية مازر عديد الفرضيات حول دوافع قتل الطفل أحمد ياسين، لعل أبرزها هو السحر والشعوذة، كون إحدى المتهمات في مقتل الضحية، والتي تقطن ببني يخلف، تعاني من العقم، ولديها ست سنوات ولم تنجب.