قالت تركيا، الأربعاء، إنها ستواصل هجومها العسكري في سوريا إلى أن يخرج تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من مدينة الباب، رغم تحذير قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد ووقوع هجوم بطائرة هليكوبتر ضد معارضين تدعمهم تركيا. وتوغلت تركيا في سوريا قبل شهرين لإبعاد "داعش" عن حدودها ومنع مقاتلين أكراد من الاستيلاء على الأراضي بعد ذلك. وزاد الوجود التركي من تعقيد الوضع على أرض المعركة في شمال سوريا. ويدخل مسلحو المعارضة - لدى تقدمهم جنوباً صوب مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة "داعش" على بعد 35 كيلومتراً شمال شرقي حلب - في مواجهات مع قوات كردية وأخرى موالية للأسد بسبب قرب خطوط المواجهة في الطريق إلى الباب. وحذرت القوات الموالية للأسد تركيا، يوم الأربعاء، من أي تقدم باتجاه مواقعها في شمال وشرق حلب قائلة إن أي تقدم سيتم التعامل معه "بحزم وقوة". جاء ذلك على لسان قائد العمليات الميدانية للقوات الموالية لدمشق خلال جولة على جبهات القتال في شمال حلب في تصريح مكتوب نشرته وكالة رويترز للأنباء. وقال القائد الذي لم يكشف عن اسمه أو جنسيته أو انتمائه، إن أي تقدم سيمثل "تجاوزاً للخطوط الحمراء". وتابع قائلاً: "إننا لن نسمح لأي كان بالتذرع بقتاله لتنظيم داعش للتمادي ومحاولة الاقتراب من دفاعات قوات الحلفاء". ويضم التحالف الذي يقاتل دعماً للأسد جماعة حزب الله اللبنانية ومقاتلين عراقيين والحرس الثوري الإيراني. ويأتي ذلك بعد يوم واحد مما قال الجيش التركي، إنه هجوم ببراميل متفجرة أسقطتها طائرة هليكوبتر سورية على المعارضة المدعومة من أنقرة. وقال وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة: "هذا النوع من الهجمات لن يوقف قتالنا ضد داعش". وأضاف "العملية ستستمر إلى أن تصل إلى الباب. هناك ضرورة لاستمرار العملية وستستمر". وذكر الجيش التركي في بيان، أن طائرة هليكوبتر "يفترض أنها تابعة لقوات النظام" قصفت المقاتلين في قرية قرب بلدة أخترين التي تقع على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرقي دابق. وكانت دابق معقلاً سابقاً لتنظيم "داعش" انتزع مقاتلو المعارضة السيطرة عليها من التنظيم المتشدد هذا الشهر. وهذا هو أول اشتباك مباشر فيما يبدو مع القوات السورية منذ أن توغلت تركيا في شمال سوريا في أوت. وقال البيان، إن اثنين من المقاتلين المدعومين من أنقرة قتلا وأصيب خمسة آخرون. ولم يتسن الاتصال بالجيش السوري للحصول على تعقيب. لكنه قال الأسبوع الماضي، إن وجود القوات التركية على الأراضي السورية تصعيد خطير وانتهاك صارخ للسيادة السورية. وحذر الجيش من أنه سيسقط أي طائرات عسكرية تركية تدخل المجال الجوي السوري. وبدأت تركيا عملية "درع الفرات" قبل شهرين وأرسلت دبابات وطائرات إلى سوريا دعماً للمعارضة من التركمان والعرب. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن العملية ستستمر حتى تصل إلى مدينة الباب التي تسعى كذلك وحدات حماية الشعب الكردية إلى السيطرة عليها.