قصفت طائرات تركية مقاتلين أكراداً مدعومين من الولاياتالمتحدة في شمال سوريا بأكثر من 20 ضربة جوية، مساء الأربعاء، مما يسلط الضوء على الأهداف المتعارضة للبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ساحة قتال تزداد تعقيداً. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت متأخر من مساء الأربعاء، إن الطائرات استهدفت مواقع لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في ثلاث قرى شمال شرقي مدينة حلب كانت القوات قد انتزعتها من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأكد الجيش التركي، أن طائراته الحربية نفذت 26 ضربة جوية على 18 هدفاً لمسلحي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا وقتلت ما بين 160 و200 من المسلحين. لكن المرصد أورد عدداً أقل بكثير للقتلى قائلاً، إن 11 شخصا قتلوا وأصيب عشرات بجروح. وقال مسؤولون من الإدارة الكردية القيادة التي تدير أغلب مناطق شمال شرق سوريا إن عشرات قتلوا. وساندت الولاياتالمتحدة القوات الكردية في قتالها لتنظيم "داعش" مما أغضب أنقرة التي ترى وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا. وتخشى تركيا، أن تحاول وحدات حماية الشعب وصل ثلاث مناطق حكم ذاتي كردية ظهرت إلى الوجود خلال الحرب الدائرة منذ خمس سنوات لإقامة جيب يحكمه الأكراد في شمال سوريا مما يعزز آمال الانفصاليين الأكراد على أراضيها. وهذه الضربات الجوية هي الأكثر كثافة ضد وحدات حماية الشعب منذ أن شنت تركيا حملتها العسكرية داخل سوريا قبل شهرين. وجاءت بعد ساعات من تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن تركيا قد تتصرف بشكل منفرد لطرد أعدائها من المنطقة الحدودية. كما جاءت قبيل زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر لأنقرة، يوم الجمعة. وقال أردوغان في كلمة ألقاها، يوم الأربعاء: "من الآن فصاعداً لن ننتظر حتى تأتي المشكلات وتطرق بابنا لن ننتظر حتى نجد النصل على رقابنا لن ننتظر حتى تأتي الجماعات الإرهابية لمهاجمتنا". وقال المرصد، إن القرى التي تعرضت للقصف هي حسياء وأم القرى وأم الحوش. وتقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً غربي الباب آخر بلدة كبيرة ما زال يسيطر عليها تنظيم "داعش" في شمال غرب سوريا. ودخلت تركيا - الداعم الرئيسي للمعارضة المسلحة ضد الرئيس بشار الأسد - الصراع السوري في أوت مستخدمة قوتها المدرعة والجوية لمساعدة فصائل الجيش السوري الحر المعارض لاستعادة أراض يسيطر عليها "داعش" قرب الحدود. لكن تدخلها يهدف كذلك إلى منع قوات سوريا الديمقراطية من كسب المزيد من الأراضي. وكانت القوات تتقدم شرقاً صوب الباب وهي البلدة التي تسعى قوات معارضة مدعومة من تركيا لانتزاعها من "داعش". وقال الجيش التركي، إن ضرباته الجوية دمرت تسعة مباني وعربة مدرعة وأربع مركبات أخرى تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية. وفي بيان لاحق، قالت القوات المسلحة التركية، إن خمس قذائف أطلقت من عفرين في سوريا وسقطت على أرض فضاء في إقليم هاتاي التركي، الخميس، مما دفعها للرد بإطلاق النار على أهداف لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين. وأضافت أن القذائف التي أطلقت في نحو الساعة 05:50 صباحاً بالتوقيت المحلي (02:30 بتوقيت غرينتش) لم تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى ولم تلحق أضراراً وإن الجيش التركي رد بإطلاق نيران مدافع الهاوتزر في إطار قواعد الاشتباك التي يطبقها.