قال رجل أعمال لبناني فرنسي إنه سلم ثلاث حقائب مملوءة بأوراق نقدية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ومساعد كبير له كمساهمة في تمويل حملته الانتخابية الناجحة في 2007. وفي تصريح مصور بث الثلاثاء 15 نوفمبر 2016، على موقع (ميديا بارت) الاخباري قال زياد تقي الدين إنه نقل خمسة ملايين يورو في تمويل غير مشروع من عبدالله السنوسي رئيس جهاز مخابرات القذافي السابق إلى ساركوزي ومدير حملته كلود جيان. وقال تقي الدين إنه قام بثلاث رحلات من طرابلس إلى باريس في أواخر 2006 ومطلع 2007 كان يحمل في كل مرة حقيبة تحتوي على ما بين 1,5 و2 مليون يورو بأوراق نقدية من فئة 200 و500 يورو. ودأب ساركوزي -الذي كان رئيسا لفرنسا من 2007 إلى 2012 ويسعى ليكون المرشح المحافظ في الانتخابات الرئاسية العام القادم على نفي مزاعم بأنه تلقى تمويلا من ليبيا. ولم يرد فريق ساركوزي على الفور على طلبات التعقيب. وتأتي تصريحات تقي الدين بعد أيام من الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح يمين الوسط للانتخابات مما يهدد بأن تلقي بظلالها على الأيام الأخيرة في حملة ساركوزي. وقال تقي الدين "لماذا وكيف يمكن لشخص مثل هذا أن يترشح لرئاسة الجمهورية؟ الشعب الفرنسي يجب أن يكون له رد فعل." من جهته نفى فيليب بوشيه الجوزي محامي كلود جيان وزير الداخلية الفرنسي السابق المتهم بالتزوير واستخدام وثائق مزورة وغسيل أموال وتهرب ضريبي والذي أوقف في آذار مارس 2016، مزاعم تقي الدين. وقال الجوزي لرويترز "كان كلود جيان دائما واضحا جدا. لم يتلق شيئا من قريب أو من بعيد أو يسمع عن سنتيم واحد من المال من ليبيا لدعم حملة نيكولا ساركوزي. هو كرر هذا عدة مرات أمام السلطات القضائية." وكان المدعي العام في فرنسا قد فتح تحقيقا قضائيا في مزاعم سابقة لتقي الدين في 2013 لكن تقي الدين لم يصف سابقا كيف نقلت الأموال ولم يشر بشكل مباشر إلى ساركوزي. وقال تقي الدين أنه سلم القضاة شهادة خطية في 12 تشرين الثاني نوفمبر 2016، يذكر فيها تفاصيل نقل الأموال النقدية بين عامي 2006 و2007 ولقاءاته مع جيان وساركوزي. لكنه لم يقل أبدا أنه شاهد الرجلين يفتحان الحقائب بعد أن قام بتوصيلها إلى وزارة الداخلية حيث كان ساركوزي وزيرا في ذلك الحين. وسابقا زعم مسؤولون ليبيون من عهد القذافي إنهم ساعدوا في تمويل الحملة الانتخابية لساركوزي الذي يسعى إلى استعادة الرئاسة في انتخابات العام المقبل. وظهرت مزاعم بأن ساركوزي تلقى تمويلا لحملته الانتخابية من نظام القذافي لأول مرة في آذار مارس 2011 عندما كان القادة الفرنسيون يدفعون باتجاه التدخل العسكري في ليبيا الذي أدى إلى الإطاحة بالقذافي. وبعد ذلك بعام وفيما كان ساركوزي يقوم بحملة للفوز بولاية ثانية، نشر موقع "ميديابارت" وثيقة وقعها رئيس الاستخبارات الليبية السابق موسى كوسا تشير إلى الموافقة على منح 50 مليون يورو (54 مليون دولار بالسعر الحالي) لحملة ساركوزي.