اعترف وزير التهئية العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية، عبد الوهاب نوري، عن خسائر وصفها بالفادحة بسبب مغادرة الجزائريين نحو الخارج بحثا عن وجهات سياحية لقضاء إجازاتهم وعطلهم السنوية، حيث قدر الوزير ما يفقده القطاع بسبب الظاهرة، ب3 ملايير دولار. ويعزي الوزير، مشكل ضعف استقطاب السياح من الداخل، إلى اعتبارات وصفها بالموضوعية، وكلها مرتبطة بنوعية الخدمة المقدمة للسائح الوطني خاصة، ويأتي رهان مسؤولي القطاع في الدخول في عملية استقطاب السياح الجزائريين، إلى ضعف التدفق السياحي نحو ولايات الجنوب، خلافا لما كان عليه الوضع قبل 15 سنة خلت، ويرجع ذلك لاعتبارات وأسباب أمنية عاشتها المنطقة، وهي الوضعية التي تحسنت كثيرا في السنوات الأخيرة، ما جعل القطاع يعيد جزءا ولو قليلا من أمجاده في استقطاب السياح الأوروبيين بعد تسجيل المئات من السياح الذين يتوافدون على منطقة الجنوب في الموسم السياحي الحالي، وخاصة على منطقة الطاسيلي، رغم انها غير كافية وفق الاعتبارات والقدرات التي تحتويها المنطقة في هذا المجال. تسيير القطاع لايزال يعاني من مشاكل لا حصر لها من جهتهم متعاملو القطاع السياحي بالطاسيلي، عبروا عن متاعب لاتزال سببا مساهما في رداءة وتراجع النشاط السياحي، وعدا عن المشاكل المرتبطة بالمحيط العام الذي له إسقاطاته على السياحة في كل العالم فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، إلا أن مشاكل بعينها ظلت قائمة ومطروحة، و رى مشتغلون في القطاع بالمنطقة أن كل الإجراءات التي قامت بها الحكومة غير كافية، خاصة ما تعلق منها بمشاكل منح التأشيرات للرعايا الأجانب الراغبين في زيارة المنطقة. حيث ينفر الكثير من السياح من الممثليات القنصلية بسبب التعقيدات، حيث من المفروض، حسب الوزير الذي كان مرفوقا بالوزيرة المنتدبة للصناعة التقليدية عائشة تقابو، أن يتم التنسيق مع عدد من القطاعات الوزارية، بينها وزارة الداخلية والخارجية والسياحة لحلحلة مشكل التأشيرات، حيث اعتبرأصحاب الوكالات السياحية كل الجهود المبذولة غير كافية، رغم العودة المحتشمة للنشاط، وتبقى مشاكل أخرى قائمة، رغم التصريحات الاعلامية الرسمية بتذليلها بينما يبقى مشكل اعتماد الوكالات السياحية أو تجديد اعتمادها، وما يعرف بتصنيف الوكالات السياحة بين المكلفة بالنشاط والاستقبال الخارجي، وكذا مشاكل ضعف الترويج للسياحة في الجنوب، من خلال ضعف المشاركة في المعارض الدولية للسياحة، ومشكل غلاء تذكرة الطائرة بالنسبة للسياح الداخليين والأجانب، بالإضافة إلى مشاكل أخرى كانت ولاتزال قائمة، خاصة تلك المتعلقة بديون أصحاب الوكالات السياحية مع مصالح الضرائب، والتي منعت الكثير منهم من مواصلة النشاط وحتى تغييره، ومشاكل أخرى مرتبطة بشكل او آخر بضعف أداء القطاع، بينها ما يحمل أسبابا مرجعها تسيير القطاع وأخرى، مرتبطة بمشاكل مرتبطة بالمحيط العام الذي تعيشه الجزائر والمنطقة. وتأتي زيارة وزير السياحة لتمنراست وجانت، والتي تعد مناطق استقطاب، وضمن أجمل المناطق السياحية بالجنوب الجزائري، كشفت عن تحديات كبيرة تنتظر القائمين على القطاع يجب بذلها، وعلى عدة محاور بينها ضرورة تكثيف الترويج للسياحية عبر المعارض، والإعلام الثقيل، وكذا حلحلة مشاكل تسهيل الوصول إلى المنطقة من خلال مراجعة أسعار التذاكر، ومشاكل التأشيرات، وتغيير الذهنيات لدى المسيرين في العملية السياحية، خاصة على مستوى المواقع والمرافق السياحية، وتسهيل الحصول على صفة المتعامل السياحي، وتحسين وتوسيع حجم الاستقبال، وكلها، تتجه بالوزارة المعنية، حسب الوزير، نحو تنصيب ورشات عديدة لدراسة كل ملف على حدى، حيث من المترقب، وفق الوزير دائما، تنظيم لقاء وطني مع اصحاب الوكالات السياحية بالجنوب، للتحاور، والخروج بخارطة طريق، تسمح بعودة أمجاد السياحة بالجنوب، كما كانت عليه في أوقات خلت.