كشف وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية عبد الوهاب نوري، أن الخزينة العمومية تتكبد خسائر كبيرة تصل إلى 4 ملايير دولار سنويا بسبب عزوف الجزائريين على زيارة واكتشاف الوجهات الداخلية وتوجههم إلى أروبا لقضاء العطل . دعا الوزير أصحاب الوكالات السياحية خلال زيارته التفقدية لبعض المشاريع السياحية بمنطقة جانت باليزي إلى ضرورة بذل مجهودات أكبر والتحلي بالجرأة الكافية من أجل الترويج للمنتوج السياحي الداخلي وحث أكبر عدد ممكن من الجزائريين على اكتشاف المؤهلات السياحية الصحراوية التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة ومعالم أثرية وثقافة عريقة والتعريف بالثروات السياحية مضيفا أن الوزارة قامت بتنصيب ورشات تهدف إلى إعادة هيكلة وتنظيم عمل الوكالات السياحية. كشف نوري عن تنظيم لقاء وطني قريب يظم الوكالات السياحية والمستثمرين الخواص لطرح مختلف الانشغالات والعمل على إيجاد السبل الكفيلة للنهوض بالسياحة الداخلية وجعلها تستقطب السياح من كل مكان موضحا أن إعادة الاعتبار لبعض المواقع السياحية الواقعة بالجنوب الجزائري من شأنها أن تساهم في تدعيم الخزينة العمومية بالعملة الصعبة خاصة في ظل تراجع أسعار البترول. كما أكد الوزير أن قطاع السياحة بحاجة إلى مستثمرين خواص يساهمون في إنشاء مرافق سياحية مع الحفاظ على الطابع العمراني الأصيل والموروث الثقافي للمنطقة لإعادة بعث السياحة الصحراوية مشيرا إلى أن الدولة مستعدة لتشجيع الاستثمار وتوفير مختلف الإمكانيات للدفع بعجلة التنمية السياحية بما يرجع بالفائدة على المهنيين والحرفيين الذين يشتغلون بهذه المنطقة من خلال الحفاظ على التراث الثقافي والصناعات التقليدية . من جهة أخرى وعد الوزير المتعاملين السياحيين بأخذ القرارات اللازمة فيما يخص تسهيل وتبسيط الإجراءات الإدارية ورفع القيود على المتعاملين من خلال تقليص عدد الوثائق التي تعيق النشاط لاسيما ما تعلق بشرط إعادة حصول أصحاب الوكالات السياحية على الاعتماد كل 3 سنوات وكذا بالنسبة للأشخاص الذين ينوون إنشاء وكالة سياحية، معلنا عن عرض المشروع على مستوى مجلس الحكومة في اقرب الآجال زيادة على تولي فريق من العمل يمثل وزارتي الداخلية والخارجية مهمة دراسة ملف التأشيرات من أجل تسهيل إجراءات حصول الأجانب على الفيزا للدخول إلى الجزائر وزيارة المناطق الصحراوية السياحية . وعلى هامش زيارته لموقع البقرة الباكية، تيغرغرت أشار الوزير إلى ضرورة تطوير السياحة المحلية من هذه المناطق التي صنفت ضمن التراث العالمي لما تحمله من جمال وسحر وطبيعة خلابة جعلتها تبهر الكثير من السياح الأجانب معترفا بالوضعية الكارثية التي آلت إليها أجمل المواقع السياحية وتقهقر الخدمات السياحية في المنطقة الصحراوية مشددا على ضرورة تكتيف الجهود بين مختلف الأطراف للنهوض مجددا بقطاع السياحة . كما أوضح نوري أن إعادة خلق ديناميكية وحركة في قطاع السياحة في الجنوب يتطلب التكامل والتعاون المشترك بين مختلف الوكالات السياحية في شمال وجنوب البلاد وكذا مساهمة المستثمرين الخواص زيادة على تحسين الخدمات السياحية وتكوين المرشدين السياحيين مشيرا إلى المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الوكالات السياحية في الترويج المنتوج المحلي من خلال التكامل والعمل المشترك بين وكالات الجنوب والشمال. وفيما يخص مشكل غلاء أسعار التذاكر التي توفرها الخطوط الجوية الجزائرية تم تسويته من خلال التخفيضات التي تقوم بها المؤسسة فيما يخص الوجهات من الشمال نحو الجنوب والتي بلغت نسبة 50 بالمائة داعيا في سياق آخر إلى ضرورة استغلال المقومات والمؤهلات التي تتميز بها الوجهات الداخلية لفائدة قطاع السياحة لاسيما وأن الجزائر بحاجة إلى التنوع الاقتصادي للتغلب على الصعاب التي تمر بها البلاد حاليا في ظل تراجع أسعار البترول .