أثارت إحدى العائلات في مدينة تبسة، جدلا كبيرا، عندما شيّعت زوال الجمعة الماضي جثمان أحد أبنائها إلى مثواه الأخير، في شبه احتفالية، حيث تم تصوير جثمان المتوفي البالغ من العمر 65 سنة، وهو محاط بأفراد من عائلته، ثم صورت الجنازة بالفيديو من خروجها من البيت إلى غاية مقبرة سيدي خريف بطريق المطار بتبسة، في منظر أثار الجدل، خاصة أن عملية الدفن أيضا تم تصويرها رفقة صلاة الجنازة والدعاء. تم تسجيل الفيلم الجنائزي على أشرطة مضغوطة وتم تفريقه بين أفراد العائلة، وهو ما اعتبره البعض بالتجاوز في حق الميت الذي يجب إكرامه، وطالبوا من أئمة تبسة التحرّك لشجب ما حدث في مقبرة سيدي خريف، قبل أن تتحول إلى أسلوب وعادة جديدة في كامل الولاية، وتحجج أهل الميت بكون العملية لم يكن الهدف منها الفخر وإنما من أجل تقديم ذكرى لأبناء وأحفاد المرحوم فقط. وتعتبر منطقة الشرق الجزائري نموذجا يقتدى به في احترام الجنائز، حيث تتوقف الحركة نهائيا كلما مرّت جنازة، حتى ولو سارت على مسافة ثلاثة كيلومترات، وحتى السيارات تتوقف عن الحركة ويخرج سائقوها إلى الرصيف، ليقفوا متسمّرين في مكانهم، إلى غاية مرور الجنازة، كما يسير الكثير من المواطنين مع الجنازة حتى وهم لا يعرفون صاحبها، وصارت غالبية البلديات والأحياء تعلن عبر مناشير ومعلقات، عن إسم المتوفي وعن موعد تشييع جثمانه، وهو ما جعل الجنازات في السنوات الأخيرة، تأخذ بُعدا شعبيا بالرغم من تواجد العديد من المقابر الجديدة بعيدة عن التجمعات السكنية ومع ذلك تلقى الجنازات توافدا كبيرا من المواطنين. كما عمّت ظاهرة جديدة في قلب المقابر، وهي نقل مسجلات للقرآن الكريم، الذي يتلى على عدد من القبور، وتترك هناك، إلى غاية توقفها، وقد لوحظ ذلك في مقبرة ديدوش مراد بولاية قسنطينة، إذ تقوم بعض النسوة خاصة من الأميات اللائي، لا تحفظن كتاب الله باستعمال هواتفهن النقالة أو مسجلات خاصة تصدع بتلاوات مختلفة للقرآن الكريم، على روح الميت، وسط فراغ قانوني وديني وعدم تمكن المصالح البلدية المشرفة الأولى على المقابر عن تنظيم الأمر بسبب صعوبة التواصل مع أهل الميت الذين يكونون عادة تحت تأثير الحزن.