أصبح مشكل انعدام السيولة بمكاتب بريد حاسي مسعود من العادات المألوفة لدى سكان المنطقة، حيث ومنذ سنوات والمدينة تعاني نقصا حادا في توفير السيولة بمراكز بريد الجزائر الخمسة المتواجدة بذات المدينة، وهذا نظرا لعدة أسباب ومن بينها الطابع الصناعي للمنطقة والتعاملات المالية الكبيرة ما جعل استمرار الضغط على هذه المكاتب طيلة السنة. أدى الوضع المسجل إلى استمرار الوضع على ماهو عليه، وبالتالي معاناة سكان المنطقة في سحب السيولة بهذه المكاتب، وهو مابرز على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث شهدت مراكز بريد الجزائر الأربعة المتواجدة بأحياء مدينة حاسي مسعود انعداما تاما في توفير السيولة إلا على مستوى المركز البريدي الكبير المتواجد بمدخل المدينة، هذا الأخير الذي يعرف ضغطا غير مسبوق نظرا لتوافد عمال الشركات وسكان أحياء المدينة لسحب أموالهم. وحسب مصدر عليم بهذه المكاتب فإن السبب الرئيسي لعدم توفر السيولة بهذه الأخيرة راجع إلى المكتب الرئيسي المتواجد بولاية ورقلة، فيما الأسباب تبقى مجهولة، من جانب أخر هذا الوضع المتأزم جعل سكان المنطقة في معاناة يومية لسحب أموالهم إلى جانب عمال الشركات المتواجدة بمحيط المدينة، حيث صرح بعض هؤلاء ل "الشروق" أنه من غير المقبول أن يتم سحب الأموال خلال ثلاث أو أربع أيام من المركز البريد الرئيسي، نظرا للضغط الكبير به فيما تبقى المكاتب الأخرى عبارة عن مكاتب استقبال فقط. وأصبحت هذه الظاهرة مألوفة من فترة لأخرى لدى سكان المنطقة، وهو أمر غير منطقي، نظرا لتزايد المعاملات المالية بالمدينة والمعروفة بالطابع الصناعي، فزيادة على الكثافة السكانية للمدينة والمقدرة بحوالي تسعون ألف نسمة هناك في مقابل ذلك عمال المئات من الشركات العاملة بالمنطقة، ما جعل العديد من هؤلاء يطالب بفتح مكاتب بريد بمقر هذه الشركات خاصة الوطنية منها لتخفيف الضغط، فيما يطالب البعض بإنشاء مركز بريد رئيسي ثان بالمدينة. ونظرا لاستمرار هذا الوضع السيء والمتعلق بنقص السيولة بمكاتب البريد يطالب العديد من سكان حاسي مسعود، من السلطات المعنية إيجاد حلول لهذا الوضع المتكرر من حين لآخر، مما شكل هاجسا حقيقيا لهم زيادة على نقص الخدمات بهذه المكاتب بسبب تحجج عمال هذه الأخيرة بضعف في الشبكة، وهي ممارسات كثيرا ما تتكرر نظرا للشكاوى المتزايدة للعديد من سكان المنطقة خاصة مركز بريد حي الشيخ بوعمامة. ويطالب الزبائن بفتح تحقيق بهذا المكتب بسبب هذه الممارسات وإطار العمل، وهو ما أدى إلى نفور العديد من الزبائن من هذا المكتب، وفي سياق ذي صلة يتساءل بعض سكان المنطقة، كيف لمدينة بحجم حاسي مسعود أن تكون المعاملات المالية بها في تدهور مستمر بما فيها نقص حاد في توفير السيولة المالية.