قال مصدر في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، الجمعة، إن حركته فتحت مع مصر "صفحة جديدة" من العلاقات الثنائية بين الطرفين. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لوكالة الأناضول للأنباء لأسباب وصفها ب"الخاصة"، إن حماس طوت "الخلافات السابقة" مع مصر، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات "أمنية" بين الجانبين، للتوصل لاتفاق لضبط الحدود بين غزة ومصر. وفجر الجمعة، قالت حماس في بيان، إن وفداً يترأسه نائب رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، والذي وصل قطاع غزة ظهر الجمعة، عبر معبر رفح البري، اختتم زيارة إلى مصر، استغرقت عدة أيام، عقد خلالها سلسلة من "اللقاءات المثمرة" مع المسؤولين المصريين. وأكد المصدر ذاته، أن اللقاء الذي جمع الوفد (ضم إلى جانب هنية عضوي المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق وروحي مشتهي)، كان مغايراً عن اللقاءات السابقة التي جمعت حماس بمسؤولين مصريين. وأضاف "كان اللقاء صريحاً وشفافاً وتناول كافة القضايا الأمنية والسياسية، واستقبل المسؤولون المصريين الوفد بحفاوة شديدة، وسط اهتمام مصري كبير بإنجاح الزيارة على أتم وجه". وأكد المصدر، أن "جلسات الحوار الأخيرة مع المسؤولين المصريين، أسست أجواء إيجابية لعلاقات جديدة مع القاهرة"، ووصفها بأنها "أفضل ما يكون". وكانت العلاقة بين حماس ومصر، قد شهدت توتراً ملحوظاً منذ الإطاحة بمحمد مرسي - أول رئيس مدني منتخب ديمقراطياً في البلاد - عام 2013. وشهد العام الماضي نوعاً من التحسن الإيجابي في العلاقة بين حماس والسلطات المصرية. وفي 12 مارس 2016 وصل وفد من حماس إلى القاهرة، للقاء مسؤولين مصريين لبحث "العلاقة" الثنائية بين الطرفين، وقالت الحركة آنذاك إن الزيارة كانت "إيجابية". وبحسب المصدر في الحركة، فإن هناك "تحسناً إيجابياً وملموساً تشهده العلاقة بين الطرفين"، مؤكداً أن "حماس ستجري لقاءات جديدة مع مسؤولين مصريين وعلى رأسهم رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي". وتابع: "سيتم التطرق خلال اللقاءات القادمة (لم يحدد موعدها) والتي سيجريها مسؤولون أمنيون في الحركة إلى كيفية ضبط الحدود، والأمن المشترك بين الجانبين". وقال إن "الوفد قدم تطمينات للجانب المصري بشأن التأكيد على أنه ليس من مصلحة حماس الإضرار بالأمن القومي المصري". واستدرك: "جاري الاتفاق على رؤية مشتركة مع مصر (دون مزيد من التوضيح)". ويخوض الجيش المصري منذ نحو عامين ونصف، صراعاً مريراً شمال شرقي البلاد مع تنظيم "ولاية سيناء"، الذي أعلن في وقت سابق، مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ولفت المصدر ذاته، إلى أنه "جرى الاتفاق على التشاور المشترك بشأن المصالحة والوضع الفلسطيني الداخلي، إلى جانب التطورات السياسية، وتغيرات المنطقة في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة". وتعتبر مصر الراعي الرئيس لملفات القضية الفلسطينية، وعلى رأسها ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس.