قال مؤلف عرض "ماديبا" الفرنسي، جزائري الأصل، جون بيار حديدة، إنّ تكريم مانديلا في الجزائر له طعم خاص، ويعتبر في حدّ ذاته رسالة مانديلا إلى العالم. ولم يخف حديدة سعادته بوجوده في وطنه الأم لأولّ مرّة. وأكدّ السبت، جون بيار حديدة، على هامش عرض "ماديبا" للفرقة الفرنسية التي تحمل الاسم ذاته بأوبرا "بوعلام بسايح" بالعاصمة، أنّ الاحتفائية بالرئيس الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا لها وقع خاص في الجزائر، بالنظر إلى العلاقات التاريخية التي جمعت هذا الرجل بالجزائر ورجالاتها. وأشار حديدة ل"الشروق" إلى أنّ "ماديبا" يحمل رسالة مانديلا الرمزية عن الإنسانية، وعن السلام والمساواة والعدالة بين البشر. وعبر جون حديدة في السياق عن سعادته البالغة بعودته إلى وطنه الأم لأول مرّة منذ مغادرته الجزائر وعمره سنة واحدة، واليوم هو في عمر ال56 سنة. وقال في السياق: "ماديبا أتاح لي فرصة العودة إلى وطني الأم، إلى المكان الذي ولدت فيه، عمري اليوم 56 سنة، وبالتالي 55 سنة مضت على مغادرتي الجزائر.. أنا سعيد جدا". وبحضور وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، وجمهور غفير ملأ قاعة "الأوبرا"، عاد مانديلا إلى الحياة في عرض أوبرالي غنائي "ماديبا"، قدم في الجزائر التي احتضنت الراحل الذي تلقى تدريبه العسكري فيها، التقى بزعمائها واستلهم أفكار الثورة التحريرية من أجل الدفاع عن القضايا العادلة وحقوق الإنسان. ويحكي العرض هذه المسيرة الطويلة لزعيم بدأ نضاله بممارسة مهنة المحاماة، ويشهد له العالم بأنّه أراد تخليص الإنسانية من العنصرية، من خلال قصة حب تجمع بين "هيلينا" فتاة بيضاء البشرة و"ويليام" الشاب الأسمر، لكن البيض في جنوب إفريقيا وقتها كانوا يرفضون بشدّة علاقات الزواج والحب مع السود، مع بعث رسائل محبة وسلام ومساواة بين الشعوب بعيدا عن لون البشرة والأصول والأعراق. وفي مشاهد وفصول متوالية، قدم الممثلون الذين تجاوز عددهم عشرين عنصرا، لوحات كوريغرافية وراقصة، تراجيدية أحيانا وكوميدية أحيانا أخرى، رافقتها موسيقى مستلهمة من الطقوس الإفريقية، موسيقى الزولو التي تنبعث من جوق تقليدي، مجسدين بذلك مسار الرجل مانديلا بدءا من عمله في سلك المحاماة إلى إطلاق سراحه من السجن مطلع التسعينيات، بعد أن قضى 27 عاما في السجن، وإلى اعتلائه سدة الحكم في جنوب إفريقيا، ليكون بذلك أول رئيس أسود يحكم هذا البلد.