شرعت محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة، الأحد، في أولى جلسات محاكمة المدير السابق للوحدة الجوية للمديرية العامة للأمن الوطني أولطاش شعيب، المتهم بجناية قتل المدير العام السابق لذات المديرية علي تونسي الذي اغتيل في 25 فيفري 2010. واستهل القاضي عمر بن خرشي، الذي تراس جلسة المحاكمة بالمناداة على أسماء المتهم والشهود والمحامين في قاعة امتلأت عن آخرها، حضرها محامون وصحفيون وعدد كبير من المواطنين دفعهم الفضول لحضور هذه المحاكمة. ونقلت وسائل إعلام، صورا للمتهم شعيب أولطاش وهو ينزل بصعوبة من حافلة تابعة لحراس السجون بمساعدة أعوان الأمن الوطني، مما يشير إلى حالته الصحية الحرجة. وكان المتهم الرئيسي، مدير الوحدة للأمن الوطني العقيد المتقاعد شعيب اولطاش، رهن الحبس الاحتياطي بالمؤسسة العقابية للحراش، بعد مرور أكثر من 7 سنوات على الحادثة التي أثارت الرأي العام الوطني والدولي. وكان الأستاذ محمد الطيب بلعريف الذي سيتولى رفقة المحامين محمد أمين سيدهم ونورة غفار الدفاع عن المتهم، قد صرح، في وقت سابق، أن الدفاع سيطالب بحضور جميع الشهود ال54 الذين تم سماعهم في التحقيق والخبراء (8) وإحضار الأدلة الجنائية قبل انطلاق المحاكمة الأحد المقبل وهو أمر "ضروري لتحقيق العدالة" حسبه. وأضاف المحامي بلعريف أن الدفاع "سيقدم لائحة بأسماء شهود جدد لم يتم سماعهم أثناء التحقيق"، مبرزا أن "القانون يخول له ذلك". وحسب الجدول التكميلي للدورة الجنائية الثانية 2016 المنشور على مستوى بهو مجلس قضاء الجزائر والذي يضم لائحة الاتهام فإن المتهم شعيب ولطاش متابع بجناية "القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمدي وحيازة سلاح ناري بدون إذن من السلطات المختصة. وكان علي تونسي قد اغتيل في 25 فيفري 2010 على يد أولطاش شعيب الذي وجه بعد ذلك سلاحه صوب نفسه خلال اجتماع بمقر المديرية العامة للأمن الوطني بالجزائر العاصمة حسبما أعلنته وزارة الداخلية والجماعات المحلية بعد وقت قصير من وقوع الجريمة. كما أشارت الوزارة إلى أن مقتل علي تونسي "وقع خلال جلسة عمل قام خلالها أحد إطارات الشرطة يبدو أنه قد تعرض لنوبة جنون بإطلاق النار من سلاحه الخاص على مدير الشرطة وأرداه قتيلا". وسبق لأولطاش شعيب أن حكم عليه بخمس سنوات سجنا نافذا في قضية أخرى تتعلق بتبديد أموال عمومية على علاقة بمقتل علي تونسي.