اشتبكت ميليشيات كردية متنافسة في منطقة سنجار في محافظة نينوى شمال غرب العراق، الأمر الذي أدى إلى سقوط قتلى من كلا الطرفين، حسب ما ذكرت مصادر أمنية كردية، الجمعة. ونشب القتال عندما أرادت قوة البشمركة "روج أفا" الانتشار باتجاه الحدود السورية، وتوغلت في منطقة تسيطر عليها مجموعة مرتبطة بقوات حزب العمال الكردستاني. وتتكون قوة البشمركة "روج أفا" من أكراد سوريا، وقد شكلت ودربت في العراق بدعم من مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان العراق الذي يحظى بحكم ذاتي ويقيم علاقات جيدة مع تركيا. وتعكس هذه الاضطرابات مخاطر اندلاع نزاع وصدامات مسلحة بين مجموعات مختلفة تحارب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتعتمد الكثير من هذه المجموعات على رعاة محليين من أجل الحصول على الدعم والسلاح. وأكد مصدر أمني سقوط عدة قتلى وجرحى من كلا الطرفين. وقالت مواقع إخبارية محلية، إن مصادمات مسلحة وقعت بين مقاتلين أكراد من سوريا ووحدات حماية شنكال التابعة لحزب العمال الكردستاني في مجمع خانصور قرب ناحية سنوني في سنجار. وقالت وزارة البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، إن "قوات بشمركة كردستان لديها كامل الحرية في تحركاتها وتنقلاتها داخل حدود إقليم كردستان، ولن نأخذ الإذن من أحد في هذه الأمور". وجاء في بيان وزارة البشمركة: "في مساء يوم أمس (الخميس)، وخلال عمليات طبيعية في تبديل مواقع قواتنا في حدود ناحية سنوني في إقليم كردستان، قام عدد من مقاتلي الPKK بقطع الطريق على قوات بشمركة كردستان، وإطلاق النار باتجاههم". وأشار البيان: "إننا نؤكد ثانية بأن بشمركة كردستان يقومون بواجبهم، ولا نسعى لبدء اشتباكات مع أحد، ولا نريد أن تقوم أية حروب في هذه المنطقة". وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني الذي أقام موطئ قدم في سنجار بعدما ساعد طائفة الإيزيديين التي تعرضت للاضطهاد على يد تنظيم "داعش" عندما تمدد في المنطقة في عام 2014. وقالت وحدات حماية شنكال التابعة لحزب العمال الكردستاني في بيان، إن القتال بدأ عندما حاولت البشمركة الاستيلاء على مواقع في بلدة خانصور، واتهمت القوة التابعة لحزب العمال تركيا بالتحريض على العنف في المنطقة. إلا أن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، قال إن ميليشيا حزب العمال "تشكل تهديداً ضد الحكومة المحلية الشرعية في شمال العراق وتستخدمها بعض الدول ضد الإدارة الحالية هناك". وأضاف قائلاً: "من واجبنا أن ندمر هذه المنظمات الإرهابية حيثما كانت".