تمكنت المصلحة الجهوية للتحري حول الهجرة السرية بمدينة مغنية الحدودية بتلمسان، الثلاثاء، من تفكيك عصابة إجرامية تعمل على تهريب المهاجرين السريين، خاصة المغاربة منهم بإتجاه التراب الوطني، مقابل دفع مبلغ مالي يقدر ب 3 ملايين لكل شخص مغربي يريد الدخول إلى الأراضي الجزائرية. وحسب مصادر "الشروق"، فإن أغلبية الأشخاص المغاربة المقيمين بطرق غير شرعية بالجزائر والذين قام أفراد العصابة بتسهيل مهمة دخولهم إلى الجزائر قادمين من المغرب، هم أشخاص يشتغلون في المهن الحرة مثل البناء والطلاء والنقش على الجبس. عناصر الشبكة المتكونة من ثلاثة أشخاص والتي يتزعمها رعية مغربي مقيم هو الآخر بطريقة غير شرعية بالجزائر بالإضافة إلى مساعدين له تم القبض عن إثنين منهما وهما جزائريان، كانوا يعملون على تسهيل مهمة المغاربة الراغبين في الدخول إلى الجزائر، مقابل دفع مبالغ مالية جد معتبرة ، حيث لا تزال التحقيقات متواصلة من أجل معرفة الطرق المستعملة من قبل أفراد الشبكة، خاصة وأن عناصر الأمن تمكنوا من حجز مركبة من نوع "رونو 21" كانت تستعمل في تهريب المهاجرين لدى وصولهم إلى الجزائر، وتحديدا إلى مغنية، على أن يتم نقلهم إلى مناطق أخرى بعيدة عن الشريط الحدودي، قبل أن يعمل زعيم العصابة وهو مغربي إلى توجيههم إلى المناطق التي تتواجد فيها ورشات للبناء عبر مختلف أنحاء الوطن. وبعد تمكينهم من مناصب عمل بهذه الورشات يتم بعد ذلك إعادة إدخالهم إلى التراب المغربي، على أن يعودوا مجددا ،كلما توفرت مناصب عمل لهم، وذلك حسب الحاجة. ولا يزال زحف المغاربة إلى التراب الجزائري متواصلا بحثا عن لقمة العيش، حيث يعمد الكثير منهم على البقاء بطرقة غير شرعية والبحث عن الطرق التي تمكنه من الحصول على شهادة الإقامة، فيما يسعى مغاربة أخرون إلى توطيد علاقاتهم بجزائريين بحثا عن المصاهرة والتزوج من فتيات جزائريات من أجل ضمان البقاء بالجزائر بصفة دائمة، إذ تشير الأرقام إلى تواجد قرابة 250 ألف مغربي مقيم بطريقة غير شرعية في الجزائر ،وهي أرقام رهيبة تكشف من جانب عن مدى انتعاش بورصة تهريب البشر عبر الحدود الجزائرية المغربية.