نظام المخزن يحرمنا من العيش الكريم ولا حلّ إلا الفرار فتحت مصالح الدرك الوطني في سيدي بلعباس، تحقيقا معمقا لكشف شبكات منظمة تعمل على تمكين الشباب المغربي من اختراق الحدود لدخول الجزائر مقابل مبالغ مالية، حيث أوقفت شابين مغربيين يبلغان من العمر 22 سنة، كانا بصدد الاتصال بأفراد الشبكة المستقرة في مدينة مغنية بتلمسان. ''لا نريد العودة إلى المغرب... في الجزائر وجدنا ما نبحث عنه من عمل وأناس طيبين... دفعنا 2000 دينار جزائري و2000 درهم مغربي لنتمكن من اختراق الحدود نحو الجزائر''... بهذه العبارات يتحدث شابان مغربيان قضيا سنة كاملة في ولاية سعيدة، قبل أن تلقي عليهما مصالح الدرك بسيدي بلعباس القبض. وعلى الرغم من غلق الحدود العام ,1994 لم تتوقف حركة ونشاط عصابات تهريب البنزين والمخدرات والهجرة غير الشرعية في الحدود مع مدينة وجدة المغربية. وتكشف المعلومات التي قدمها الموقوفان، وهما حرفيان متخصصان في الزخرفة بالجبس، بأن هناك العشرات من الشباب المغاربة وحتى الكهول الذين يتم تسهيل دخولهم إلى مدينة مغنية بتلمسان أسبوعيا. وأوضح المغربيان، وهما متهمان بالهجرة غير الشرعية في لقاء مع ''الخبر'' بسفيزف بسيدي بلعباس، بأن ''الفقر هو ما دفعنا لترك المغرب''. ويقطن الأول وهو ''ج. محمد'' في دوار أولاد دحو في تاونت، أما الثاني ''محمد. ن'' في مدينة فاس. وأضافا ''تمكنا من الدخول منذ سنة عن طريق أحد المغاربة الذي تمكّنا من الحصول على رقمه من خلال بعض المغاربة الذين تمكنوا من اختراق الحدود بنفس الطريقة''، وسددا ما قيمته 2000 دينار جزائري لأحد عناصر الشبكة المتواجد في الحدود بمدينة مغنية و2000 درهم مغربي للشخص الذي يوصلهما إلى هذا الأخير ومن دون أي ضمان. ويقول ''ج. محمد'' بأنهما يقيمان في منازل وشقق سكان مدينة سعيدة، الذين يطلبون خدمتهم لإنجاز ديكور الجبس، والذي تصل تكلفته ما بين 1200 إلى 1700 دينار للمتر الواحد. وينتقد هذان الأخيران النظام المغربي الذي حرمها من العيش الكريم، حيث لا يتمكن من توفير ما يلزم لعائلته المكونة من 9 أفراد، لكن مع تواجده في الجزائر تمكن من إرسال مبالغ مالية لعائلته بشكل دوري مع مغاربة آخرين من نفس المنطقة، يزورون عائلاتهم من حين إلى آخر خصوصا في الأعياد. ولم تتمكن مصالح الأمن من توقيف المتهمين طيلة سنة كاملة، لأنهما يتجنبان التوافد على الأماكن والشوارع التي يتواجد فيها الأمن. ويقول ''محمد. ن'' بأن ''المبيت يكون في منزل من نعمل عندهم، كما أننا تمكنا بطيبة الجزائريين من المكوث في منزل أحدهم منذ شهر رمضان إلى عيد الأضحى''، بعد أن أنهيا العمل ولم يجدا مكانا آخر. ويؤكد المغربيان اللذان سيتم تقديمهما للعدالة بتهمة الهجرة غير الشرعية، حيث ستسلط عليهما عقوبة السجن لمدة 6 أشهر مع الطرد في الحدود، بأنهما قررا العودة من أجل زيارة العائلة، بعدما لم يتمكنا من الذهاب في عيد الأضحى. لكنهما يقولان ''جمعنا مبلغا من المال مع صديقين لنا من المغرب واشترينا الأضحية بمبلغ 17000 دينار، واحتفلنا بالمناسبة، أما في رمضان فيتكرم علينا من نشتغل عندهم بوجبة الإفطار''. كما يفكران في العودة من جديد إلى مدينة سعيدة، بعد قضاء بضعة أيام في المغرب، خصوصا أن ''المقابل الذي يتلقونه يكفي لتلبية حاجاتهم وإرسال مبالغ مالية للعائلة وتوفير بعض من المال للزواج''. وتستغل مصالح الدرك المعلومات المقدمة من طرف الموقوفين، خصوصا ما يتعلق بأرقام هواتف أفراد عصابة ''الحرافة'' للإيقاع بهم، وإحباط أي محاولات لاختراق الحدود، حيث اعترف هذان الأخيران بأنهما كانا سيتصلان بالطرف الجزائري بعد وصولهم إلى مغنية، لكن تم توقيفهما على متن سيارة أجرة قادمين من مدينة سعيدة باتجاه تلمسان. وتفيد المعلومات المستقاة بأن مئات الشباب المغاربة يشتغلون في مدن غرب الوطن، حيث تسهل عصابات الهجرة غير الشرعية اختراقهم للحدود انطلاقا من منطقة عين حجر الحدودية. ويتم شهريا إيقاف ما يزيد على 50 مغربيا من طرف مصالح الأمن في ولايات الغرب، حيث يتم طردهم بعد قضاء عقوبة السجن. ز. ف