شيع جثمان شيخ الطريقة السنوسية مصطفى بن تكوك بمقبرة العرعار في بلدية بوقيراط 27 كلم جنوب ولاية مستغانم، الأربعاء، بحضور جمع غفير من مشايخ الزوايا في الجزائر وأئمة ومئات المواطنين من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة. يعد الشيخ مصطفى بن سيدي محمد بن سيدي احمد بن سيدي الشيخ محمد الشارف بن تكوك الخطابي الإدريسي الحسني، ثالث شيوخ الطريقة السنوسية الذين تداولوا على تسيير شؤون الزاوية العريقة. عاش الشيخ مصطفى الذي توفي عن عمر يناهز ال89 سنة، وكعادة أقطاب الصوفية على الطريقة السنوسية بين النهل من العلم والتعلم من المشايخ والعبادة والزهد، وبعد ما ترعرع وبلغ السادسة والعشرين من عمره تاقت نفسه إلى الاستزادة من بحور العلم قصد الجامع الأزهر الشريف سنة 1954م، وشارك في الامتحان ونجح في التعلم، لكن وبعد أيام قلائل فقط طلب منه والده الرجوع إليه فرجع طوعا لوالده والتحق بالثورة الجزائرية المجيدة كضابط في جيش التحرير الوطني حتى الاستقلال. وكان الشيخ مصطفى إبان الثورة التحريرية مكلفا بجمع الاشتراكات المالية من المريدين والأتباع وتسليمها لجبهة التحرير الوطني بمركز الزاوية بحي المطمر بمدينة مستغانم. تولى الشيخ مصطفى بن تكوك مشيخة الزاوية السنوسية في الجزائر بعد انتقال الشيخ محمد العالم بالرفيق الأعلى في 11 فيفري 1979 وبقي على نهج أسلافه السنوسيين طيلة 38 سنة، حيث اهتم بالمدارس القرآنية والتعليم الديني فضلا عن عصرنة وتحديث طرق التدريس والتعليم الصوفي وتوسيع وبناء مسجد العرعار الجامع لمريدي السنوسية من مختلف مناطق الوطن فضلا عن الإصلاح بين الناس والقضاء الشرعي من خلال المحكمة الشرعية التي كان يقصدها مئات وآلاف الأشخاص ولا يزالون بحي المطمر العتيق بمستغانم. وتجدر الإشارة، إلى أن شيوخ الطريقة السنوسية، كان لهم دور كبير في إدارة نظام الحكم في ليبيا، إذ ظلت الأسرة السنوسية تحكم ليبيا إلى غاية إنهاء الملكية بعد ثورة 1969.